أخبار عاجلة

خطوط الضوء تكسو معالم الشارقة … وتبهر مليون زائر

الشارقة (وكالة الانباء الألمانية) شيماء يحيى

في شهر فبراير من كل عام تطفئ إمارة الشارقة بالإمارات أضواء ميادينها وشوارعها، وتوجه الوان من الأضواء على واجهات المباني والمعالم التراثية والجبال وتحولها الى لوحات فنية تمتع الأنظار.

والشارقة، هي الوحيدة بالشرق الأوسط التي تنظم مهرجانا سنويا للأضواء، لتحول من خلاله خطوط الإنارة الى أعمال فنية في الطرق، وتتحول إلى متحف مفتوح لفنون الضوء.

وعلى مدار أيام الشهر الثاني من كل عام، يستقطب “مهرجان الشارقة للأضواء” سكان الإمارة والزائرين ليستمتعوا بمعالم المدينة وقد تحولت الى لوحات فنية شاهقة الارتفاع، يصطف أمامها الزوار رافعين عدسات كاميراتهم وهواتفهم ليلتقطوا صورا لمشاهد غير تقليدية.

ويقام مهرجان الشارقة للأضواء، هذا الشهر، للعام الحادي عشر، بمشاركة نخبة من الفنانين العالميين.

ويدمج المهرجان بين الفن والتراث العريق للشارقة من خلال عروض ضوئية تستضيفها أشهر الصروح المعمارية في الإمارة، وخلاله يتم دعوة الفنانين العالميين والمواهب المحلية لابتكار مجموعة من العروض الضوئية على واجهات المباني تصحبها سيمفونيات موسيقية.

ويتنافس الفنانون في تقديم لوحات فنية مبهرة على واجهات الصروح المعمارية، ليأخذ المهرجان الزوار في جولة ثقافية تدمج مكونات الجمال والفن والثقافة في حدث مبهج.

ويستلهم الفنانون أفكار الاضواء التي يعرضونها للجمهور على واجهات المبان من اتجاهات مختلفة من التراث الشعبي، والفن التشكيلي وفنون الخطوط.

ويحظى المهرجان بشعبية كبيرة وينتظره الجمهور بشغف كبير سنويا لمتابعة عروضه المجانية، وفي كل عام يأتي بأحدث ما توصلت إليه التكنولوجيا ويحولها بلمسة فنية إلى عروض مبهرة، تبرز روعة فنون العمارة الإسلامية في الشارقة وجمال مبانيها ومدى الاهتمام الذي توليه الشارقة للحفاظ على التراث والثقافة الإماراتية.

وتنظم الحدث هيئة الإنماء التجاري والسياحي بالشارقة، وتوليه اهتماما كبيرا كل عام باعتباره مهرجانا فريدا من نوعه والأول على مستوى المنطقة والشرق الأوسط.

وتتنوع المواقع التي يتم اختيارها بدقة لاستضافة العروض الضوئية، ويتم اختيار المباني المقرر تسليط الأضواء عليها وفق شروط محددة، أبرزها أن تمتاز بجمال تفاصيلها المعمارية، والتي ستستفيد منها الأضواء والموسيقى في تحويل المشهد الاعتيادي إلى آخر خيالي، وتلعب تقنيات الإضاءة الحديثة والموفرة للطاقة دورا حيويا في تقديم هذه العروض، فتحول الواجهات بتفاصيلها الدقيقة إلى فسيفساء من الألوان تحتفي بتاريخ وتراث الإمارة.

ويتم استخدام تقنيات الضوء بطرق مبتكرة تضفي على المكان جمالا، وتأخذ الجمهور في رحلة إلى عالم آخر بعيدا عن الواقع، فتارة تصحبهم في رحلة إلى الماضي البعيد وتارة أخرى تصحبهم إلى الفضاء الشاسع في رحلة إلى عالم المستقبل.

ويطوع الفنانون المشاركون في المهرجان خطوط الضوء والموسيقى لتقديم أجمل العروض وأكثرها جاذبية، وتتنوع عروض الأضواء بتباين المعالم وكأنها تدعو الجمهور لإعادة اكتشاف هذه المعالم والأماكن من جديد، ويغمر إمارة الشارقة بفيض من الألوان.

وفي كل عام يقدم المهرجان عروضا حية وكرنفالات متجددة تجوب شوارع المدينة وتستحوذ على إعجاب الجماهير، وقد شهدت منطقة بحيرة خالد وواجهة المجاز المائية العديد من هذه العروض من أبرزها عروض لدمى الزرافات في العام 2015 وعروض لدمى الافيال في العام 2017، بالإضافة إلى عروض لدمى التنين والألعاب النارية في بحيرة خالد والتي كانت الحدث الأبرز في دورة العام 2019.

 وفي العام 2016 شهد المهرجان إضافة نوعية تمثلت في ابتكار نفق من الأضواء في واحة النخيل على بحيرة خالد، وقد جسد هذا النفق التناغم بين الطبيعة والتكنولوجيا في مشهد فني رائع، وفي العام 2017 حقق المهرجان تفاعلا مع الجمهور من خلال إتاحة المجال لأي شخص من الجمهور لتشكيل العرض على واجهة مبنى دارة الدكتور سلطان القاسمي للدراسات الخليجية.

وفي العام 2020، أتاح المهرجان مشاركة وتعاون طلاب جامعتي الشارقة والجامعة الأمريكية في تصميم عروض ضوئية خاصة بهم تعرض على واجهات مباني الجامعتين.

ومع تطور إمكانات المهرجان ازدادت شعبيته ومكانته ليصبح أحد المهرجانات الأكثر جاذبية في المنطقة، والذي يعمل على الترويج للشارقة وجهة سياحية رائدة للعائلات من المنطقة والعالم .

ويحمل المهرجان في دورة هذا العام، عنوان “أصداء من المستقبل” ليحتفي بالكثير مما تحقق من إنجازات في الإمارات وما سيتحقق في المستقبل ولتقدم للعالم لوحات تروي قصة نجاح الدولة عبر لوحات من الماضي وأخرى من الحاضر وإبداعات تلقي الضوء على المستقبل.

وما يميز المهرجان هذا العام أن جميع التصميمات مستوحاة من الثقافة المحلية والقصص والتقاليد، وبعضها يعتمد على الفن والتصاميم الأكثر حداثة.

ولا تقتصر فعاليات المهرجان على مدينة الشارقة، بل امتد إلى مدن دبا الحصن وخورفكان وكلباء على بعد أكثر من 100 كيلو متر ليضيء خيال الجمهور بفعالياته وعروضه المتميزة في هذه المدن.

وتتزين “واجهة المجاز المائية” بعرض مبتكر يحمل اسم “رواق المهرجان”، الذي يتوسط الواجهة، ويقام بأحدث التقنيات المتطورة في العروض الضوئية التي تجذب الجمهور لمشاهدة اللوحات الضوئية، وتتيح لهم رؤية انعكاسات الأشكال الهندسية والأضواء المتلألئة على بحيرة خالد، ويهدف هذا العرض إلى تسليط الضوء على الأشخاص والأماكن والإنجازات، التي حققتها الشارقة ودولة الإمارات العربية المتحدة في الماضي والحاضر، وتلك التي سيتم تحقيقها مستقبلا، والاحتفاء بها في رواق المهرجان.

ويحمل العرض المخصص لموقع “مجمع القرآن الكريم” عنوان “لغة الخلود”، ويعتمد هذا العرض على أسلوب سردي يعود بالزمن إلى الوراء، ويدمج بين مختلف العلوم كالهندسة والخط العربي وأنماط الأرابيسك في لوحات تبرز المكانة السامية للحضارة الإسلامية، ومن ثم ينتقل العرض ليطرح تساؤلا جدليا حول مستقبل هذه الأشكال والزخارف الإسلامية، لتظهر بعد ذلك الزخارف التقليدية مثل الأرابيسك والخط والأفلاك وكأنها تنتفض من وسط الرمال المتحركة، ما يدفع المشاهدين إلى محاولة تفسير التشكيلات الرقمية، والتصميمات الرياضية التي تظهر، وتشكل وحدة متكاملة تعكس الجمال المعماري لمجمع القرآن الكريم.

وفي “قاعة المدينة الجامعية” يصور عرض “دوامة الضوء” المراحل المتتالية للحياة في ماضي الشارقة، حيث تعد القاعة المكان المناسب لهذه القصة التي تجسد الاهتمام الكبير الذي توليه الإمارة للتعليم والتراث، وتبرز أهمية البحر والمكتبة في دورة الحياة، وتسلط الضوء على أهم إنجازات الإمارة في مجالات التعليم والفنون وعلم الفلك والعمارة والتواصل والبيئة.

ويقول خالد المدفع رئيس هيئة الإنماء التجاري والسياحي في الشارقة: نهدف من خلال المهرجان إلى إبراز مبان الشارقة المشيدة على طراز العمارة الإسلامية، وتعد صروحا معمارية ابدعت حكومة الشارقة في تشييدها.

وأضاف لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ): تستقطب عروض الضوء الأسر العربية والاسيوية والغربية في تجمعات تسعدهم، ويقضون أوقاتهم وهم يشاهدون تشكيلات مبهرة من الضوء والموسيقى، مشيرا الى أن الحدث يجذب أكثر من مليون زائر في كل دورة.

 وتابع خالد المدفع: يعتمد المهرجان نظام الاستدامة ليكون مطبقا على جميع الأضواء والأدوات والمعدات بحيث تحمل شهادة مطابقة للمواصفات البيئية، وفي كل عام تنسق اللجنة المنظمة للحدث مع هيئة كهرباء ومياه الشارقة ليتم إطفاء أنوار الشوارع المحيطة بجميع مواقع المهرجان، وبالتالي يتم توفير ما بين 50 إلى 60 في المائة من الطاقة الكهربائية في كل موقع.

شاهد أيضاً

الإمارات: اختتام فعاليات مهرجان “تنوير” للموسيقى الروحية بمشاركة 100 فنان 

الشارقة (الإمارات) د.ب.ا اختتمت في الإمارات فعاليات “مهرجان تنوير” للموسيقى الروحية، والذي أقيم على مدار …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.