الشارقة ـ ماي مول
أفاد مسؤولو شركات عقارية في الشارقة بالامارات أن حالة الاستقرار التي تسيطر على سوق التأجير في الإمارة منذ أشهر، دفعت بعض ملاك العقارات إلى خفض الإيجارات، خصوصاً في المناطق المتاخمة لعجمان.
وقالوا إن هذا الاستقرار يأتي مدعوماً بوفرة المعروض من الوحدات السكنية، الأمر الذي أسهم في انخفاض الإيجارات بالمناطق ذات الإقبال الأقل، مثل وسط الشارقة، وفي البنايات القديمة التي شهدت حركة انتقال للمستأجرين إلى بنايات جديدة في عجمان.
وعادت لافتات «للإيجار» على واجهات المباني في مناطق مختلفة في الشارقة، أخيراً، شملت التعاون، والخان، والقاسمية، أبوشغارة، وفقا لجولة لصحيفة “الإمارات اليوم”.
وعزا مسؤول التأجير في مركز «السعودية والكويت للعقارات»، مجدي عبدالغني، «حالة الاستقرار التي تسيطر على سوق التأجير في الشارقة منذ أشهر إلى محدودية الطلب مقارنة بالعام الماضي»، مشيراً إلى أن «هذا الأمر دفع بعض ملاك العقارات في المناطق المتاخمة لعجمان، مثل البطينة والمجرة واليرموك، لمنح تخفيضات بنسب متباينة لاستقطاب المستأجرين، وذلك لتفادي ترك الوحدات السكنية خالية فترات طويلة».
وأضاف أن «التخفيضات في تلك المناطق تعد محدودة، ومعظمها في البنايات القديمة التي انتقل عدد من مستأجريها للسكن في عجمان في بنايات جديدة ذات مرافق وخدمات، خصوصاً مع تقارب الأسعار»، لافتاً إلى أن «معدلات الانخفاض السعري شملت وحدات سكنية بنسب متباينة، مع خفض الملاك إيجار بعض الوحدات السكنية كالغرفة والصالة من 33 ألف درهم إلى 30 ألف درهم، ومن 32 ألفاً إلى 29 ألفاً».
وأشار عبدالغني إلى أن «استقرار الأسعار أسهم أيضاً في لجوء بعض الملاك للمنافسة على استقطاب مستأجرين جدد بعروض، كمنح أفضليات في خفض الأسعار للمستأجرين الذين يسددون قيمة الإيجار بعدد شيكات أقل من أربع شيكات سنوياً، إذ إنها تعد أفضل للملاك في الحصول على سيولة مالية سريعة، خصوصاً خلال فترات بطء الطلب على الإيجارات». وذكر أن «عودة انتشار لافتات (للإيجار) على واجهات البنايات في مختلف مناطق الشارقة، تدل على زيادة التنافسية بين الملاك في السعي لاستقطاب المستأجرين لمواجهة حالة الاستقرار، وبطء الطلب في المناطق ذات الإقبال الأقل، مثل وسط الشارقة، والمناطق القريبة من عجمان».
من جهته، قال رئيس مؤسسة «التضامن للعقارات»، وعضو اللجنة التمثيلية لقطاع العقارات في غرفة صناعة وتجارة الشارقة، علي سليمان علي البلوشي، إن “الاستقرار الذي تشهده الإجارات في الشارقة يوصف بأنه إيجابي، لأنه يعد تفاعلاً للعرض والطلب الفعلي بالسوق، ويوضح مدى نضوج السوق، وغياب أي عمليات زيادات مفتعلة أوغير حقيقية”.
وأضاف أن «الاستقرار حالياً يأتي مدعوماً بوفرة المعروض من البنايات في السوق، ودخول وحدات جديدة خلال الفترة الماضية»، مبيناً أن «هذا الاستقرار واكبته أخيراً انخفاضات في إيجارات وحدات سكنية، تركز معظمها في المناطق القريبة من عجمان، خصوصاً في البنايات القديمة، التي اضطر بعض ملاكها إلى اللجوء لعروض ترويجية عبر تخفيضات سعرية محدودة لاستقطاب المستأجرين».
واتفق البلوشي مع عبدالغني في أن «السبب الرئيس في تراجع إيجار بعض تلك الوحدات يرجع إلى انتقال مستأجرين من تلك البنايات إلى بنايات جديدة في عجمان، خصوصاً بعد تقارب الأسعار خلال الفترة الماضية». بدوره، قال رئيس شركة «الخيال للعقارات»، وعضو اللجنة التمثيلية لقطاع العقارات في غرفة صناعة وتجارة الشارقة، محمد الزرعوني، إن «السوق العقارية في الشارقة تتجه نحو مرحلة التصحيح حالياً، مع حالة الاستقرار العامة»، لافتاً إلى أن “تراجع إيجارات بعض الوحدات يتركز في البنايات القديمة فقط، وفي مناطق محدودة، ويرجع إلى رغبة المستأجرين في الانتقال إلى بنايات حديثة خلال فترة ثبات الأسعار، سواء كان الانتقال داخل الإمارة أو خارجها”.