أبوظبي – أحمد الشريف
أطلقت الإمارات مشروع بناء “أكبر مدينة فضائية على الأرض، تشكل نموذجاً عملياً صالحاً للتطبيق على كوكب المريخ”.
وقال مسؤولون في مجلس الوزراء الإماراتي إن المدينة يتم تنفيذها على مساحة مليون و900 ألف قدم مربع، وبكلفة 500 مليون درهم (136 مليون دولار)، وسيوفر المشروع فرصا لاكتشاف الفضاء لنحو 200 مركز بحثي من مختلف أنحاء العالم.
ويأتي المشروع ضمن خطط الإمارات “للوصول إلى كوكب المريخ خلال العقود المقبلة، وتنفيذا لاستراتيجية (المريخ 2117)، التي أطلقتها الإمارات مطلع العام الجاري، وتهدف لبناء أول مستوطنة بشرية على المريخ من خلال قيادة تحالفات علمية بحثية دولية”.
وأطلق المشروع الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء حاكم دبي، والشيخ محمد بن زايد آل نهيان ولي عهد أبوظبي.
وتضم المدينة مختبرات للغذاء والطاقة والمياه، ومتحفاً عالمياً يعرض أبرز إنجازات البشرية في مجال الفضاء، كما يضم مناطق مبتكرة للتعليم تهدف إلى المساهمة في إنشاء جيل يقوده الشغف نحو العلم والفضاء والاستكشاف.
وتضم أيضا مختبرات متطورة تحاكي تضاريس المريخ وبيئته القاسية، وسيتم تنفيذها باستخدام تقنيات مطورة للطباعة ثلاثية الأبعاد وتوفر عزل الأشعة والحرارة.
وستستقطب المدينة “أفضل العلماء والتجارب العلمية حول العالم إلى دولة الإمارات لتلبية احتياجات الدولة العلمية المستقبلية، وتطبيق الدراسات بشكل يساهم في تطوير وتحسين الحياة البشرية والتصدي لتحديات أمن الغذاء والمياه والطاقة على كوكب الأرض”.
كما تشمل خطط إنشاء المدينة “تجربة نوعية لإشراك فريق بشري مختص سيعيش داخلها لمدة عام وسط ظروف بيئية وحياتية تحاكي ظروف الكوكب الأحمر، مع إجراء الدراسات السلوكية المطلوبة لمتابعة النتائج العلمية والاستفادة منها لاحقاً في مجال رحلات استكشاف الفضاء”.
ومن المقرر أن يقوم الفريق بإجراء تجارب لتحقيق الاكتفاء الذاتي من الطاقة والمياه والغذاء.
وقال نائب رئيس الإمارات الشيخ محمد بن راشد “مع إيماننا بأن تحويل الفضاء إلى مكان صالح للحياة البشرية يحتاج إلى جهود جبارة تقودها دول كبيرة بإمكانيات ضخمة وموارد بشرية استثنائية من علماء وخبراء وباحثين، إلا أننا نرى في ذلك فرصة للتعاون الدولي وتكثيف الجهود لتسخير مخرجات هذا الحراك العالمي بما يلبي احتياجات الإنسان ويرتقي بجودة حياته على الأرض”.
وأضاف “المشروع الجديد هو خطوة جديدة تضاف إلى إسهامات دولة الإمارات في قيادة الحراك العلمي العالمي، ودورنا يتمثل في تحفيز الدول الأخرى وتشكيل قدوة ونموذج يحتذى، للمشاركة والإسهام في مسيرة البشرية نحو الفضاء”.