أخبار عاجلة

الزواج سلاح اللاجئات السوريات للبقاء في مصر

القاهرة ـ ماي مول

منذ يوليو 2013 توقفت مصر عن استقبال اللاجئين السوريين وفرضت تأشيرة دخول عليهم، وقد ساهم هذا التضييق في لجوء عدد منهن إلى الزواج بمصريين لمواجهة مشاكل الإقامة والحياة اليومية، في حين تود أخريات منهن الرحيل إلى أوروبا.

في حديث مع  التلفزيون  الالماني ذكرت مروة هاشم، مسئولة ملف اللاجئين السوريين في المكتب الإقليمي للمفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين في مصر أن عدد اللاجئين السوريين المسجلين في مصر لدى المفوضية يبلغ 127 ألفا، غير أن الحكومة المصرية تقدر عددهم بنحو 300 ألف.

قبل نحو عام ونصف أتت حنان السورية مع زوجها إلى مصر، هربا من الحرب الدائرة في سوريا ، وهي تسعى الآن إلى إنهاء إجراءات استقدام أختها في الثلاثين من العمر إلى مصر من خلال تزويجها من مواطن مصري يكبرها بعشر سنوات ومطلق ولديه 3 أبناء.

وتقول حنان إن الزواج هي “الطريقة الوحيدة لجلب أختي إلى هنا وإخراجها من جحيم سوريا حاليا، خاصة بعد مقتل خطيبها في الحرب»، مشيرة إلى أن أختها أيضا تود مغادرة سوريا بأي ثمن. «فمن الممكن أن يتم اغتصابها داخل سوريا أو أن تموت إذا بقيت هناك”.

وتنتشر زيجات السوريات من مصريين في مناطق مختلفة من مصر. وهناك صفحات على مواقع التواصل الاجتماعي تعرض عددا من الرجال الراغبين في الزواج الشرعي بوساطة من إدارة تلك الصفحات.

وعن كيفية البحث عن زوج لأختها تقول حنان  «الرجل كان يتحدث مع زوجي وذكر أنه يبحث عن الزواج بسورية واقترح عليه أختي لأنه يعلم أنها تريد الهروب من سوريا. وأعجبته عندما رأى صورتها، وتعرفت عليه عبر الهاتف والصورة، وهو رجل ميسور ووعدها بشراء سيارة لها»، كما أنه سيقوم بكل الإجراءات وسيدفع كل التكاليف اللازمة لاستقدامها إلى هنا بعد توثيق عقد الزواج». وعبرت حنان عن أملها في أن تحب أختها هذا الرجل بعد الزواج منه أو أن يطلقها إن لم تستطع العيش معه.

في المقابل يبحث (ع. م) الذي يشغل منصبا قياديا في إحدى الوزارات بجدية عن سورية لتزويجها لابنه الذي يعمل مهندسا في إحدى دول الخليج، وقد اتصل بإحدى القنوات الفضائية المصرية الكبرى للسؤال عن كيفية تحقيق الهدف المنشود.

ويعتبر المتحدث في لقاء مع التلفزيون الالماني أن«المصريات تغيرن بشكل كبير، يتزوجن لعدة أشهر ثم يطلبن الطلاق»، مشيرا إلى أن صديقه متزوج من سورية منذ نحو 20 عاما وهي «تتعامل مع زوجها بكل لطف وتعمل على إسعاده». ويعترض (ع. م) على الاتهام الموجه باستغلال وضع السوريات في مصر قائلا «نيتنا طيبة والدليل أن ابني لم يتزوج مطلقا ويريد الزواج شرعا». ويضيف أن ابنه مهندس ولديه ما يكفي من المال للعيش الكريم.

تحاول أم فراس 42 عاما منذ سنتين الحصول على إقامة لها في مصر. لكن ذلك أمر صعب. وبعد مشقة حصلت على إقامة في إطار السياحة لمدة 6 أشهر وتحكي قائلة: «ذات مرة وأنا أتقدم للحصول على الإقامة طلب مني أحد الرجال الزواج مقابل الحصول على الإقامة، شعرت حينها بالإهانة لأن يعرض على هذا الأمر بهذه الطريقة». وبالرغم من أن أم فراس من أسرة ميسورة في دمشق، فإنها لم تستطع تحمل مصاريف العيش، ففتحت محلا لتصفيف شعر النساء بدلا من اللجوء للمساعدات.

وتقول أم فراس، حيث توفي زوجها قبل اندلاع الثورة السورية ولديها ابن: “نحن لا نشعر بالاستقرار هنا لأننا مهددون بالترحيل في أي لحظة. نتمنى أن يجدوا لنا حلا في موضوع الإقامة أو أن يتم ترحيلنا إلى أي بلد تحترم فيه حقوق الإنسان”.

وتعاني أم فراس وغيرها من السوريين من سوء المعاملة من طرف المصريين أيضا، فقد تعرض السوريون لحملة تشويه إعلامية شرسة واتهمهم البعض بدعم جماعة الإخوان أو المشاركة في عمليات إرهابية داخل مصر. وتذكر أم فراس أن العديد من الرجال عرضوا عليها الزواج لكنها رفضت، ثم تستدرك قائلة “قد ألجأ إلى الزواج من مصري أملا في إنهاء المشاكل الخاصة بالإقامة وحتى أشعر بالاطمئنان، لكنني أريد فعلا الهجرة من مصر”.

قبل حوالي شهرين تكفلت إحدى الأسر السورية بنفقات سفرها مع ولدها لأوروبا “لكنني عندما وصلت إلى البحر في الإسكندرية ورأيت المركب تخوفت على حياتي وحياة ابني، فتخليت عن مشروع الرحيل. وعندما علمت لاحقا أن تلك الأسرة وصلت إلى أوروبا ندمت على عدم الركوب معهم”.

شاهد أيضاً

سيناريو واحد لتأهل المنتخب بعيداً عن نتائج المنافسين

أبوظبي. ماي مول بات المنتخب الوطني لكرة القدم يملك سيناريو وحيداً للتأهل مباشرة لكأس العالم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.