دبي ـ ماي مول
جزمت دائرة الشؤون الإسلامية في دبي بأن السفر إلى الفضاء في ما يسمى بالرحلات الأبدية دون عودة إلى الأرض حرامٌ شرعاً.
وقال الاستاذ في كلية الشريعة والدراسات الإسلامية في جامعة الشارقة الدكتور إسماعيل العيساوي أن الإنسان إذا علم فعلاً أن حياته في فعل معين معرضة للخطر ومهددة بالموت دون فائدة شرعية محددة فذلك حرام، مستشهداً بقول الله تعالى «ولا تلقوا بأيديكم إلى التهلكة» .
وظهر أخيراً إثر التطور العلمي في مجال الفضاء وارتفاع احتمالات السفر إلى الكواكب الأخرى، فقه جديد يعرف بفقه الفضاء يركز على أحكام «الصوم، الصلاة وغيرها، وكيفية التعامل مع الكائنات الفضائية في حالة وجودها».
وفي تطور ملحوظ أدت الاكتشافات الأخيرة لسطح المريخ إلى إعلان شركة هولندية عن إطلاق خطة طموح لتشكيل أول مستوطنة بشرية هناك، وتقدم للشركة حتى الآن أكثر من 200 ألف شخص وقلصت القائمة مرتين لتصل إلى 100 منهم مصري وعراقي.
في المقابل ذكر عميد كلية الآداب والعلوم الإنسانية والاجتماعية في جامعة الشارقة أحمد العموش أن من طبيعة الإنسان البحث في المجهول واستكشاف الجديد، مبيناً أن هناك فضولاً متنامياً لمعرفة ما يخفيه الفضاء، وتلك حاجة نفسية لا بد من إشباعها شريطة امتلاك المهارات والتدريبات الملائمة لخوض التجربة.
واعتبر العموش البرامج التدريبية المكثفة للفريق قبل السفر إلى الفضاء أو المريخ في علم الاجتماع السلوكي حجر زاوية أساسياً ومهماً لتطوير مهارات التواصل في بيئة غير طبيعية كالفضاء.
وتتفق الاختصاصية النفسية وفاء رمزي مع العموش في أهمية تهيئة المسافر إلى المريخ أو الكواكب الأخرى نفسياً للتواؤم مع طبيعة الأجواء والمناخ الذي سيعيش فيه وكيفية استغلال أوقات الفراغ على متن الصاروخ الذي ينقلهم إلى الفضاء تلافياً لأي ملل أو شعور بخطأ اختيار السفر عبر رحلة سياحية فضائياً.
بدوره، أفاد المحاضر في قسم الفيزياء التطبيقية الأستاذ عمر عدوان بأن مسألة تناول الطعام تخضع لمعايير محكمة ودقيقة جداً بحيث تحتسب السعرات الحرارية بدقة متناهية في الأرض قبل السفر، وفقا لـ”الرؤية”.
وأكد عدم وجود مشكلة في النوم أو التبول وتناول الطعام على سطح المريخ لأنه يمتلك جاذبية مقاربة للأرض، والتحدي الأساسي فقط هو السفر على متن سفينة فضاء.
وتتميز الأطعمة الواجب تناولها في الفضاء باحتوائها على مكونات غذائية متوازنة تتكون من الأرز وقهوة سريعة الذوبان وشاي أخضر وفاكهة مجففة مخزنة بطرق محددة.
وتعد الأنابيب البلاستيكية الحل الأمثل للتغذية على سطح كواكب أخرى أو على متن سفن الفضاء حيث تحتفظ بالطعام وتَحول دون فساده.
وحول اختلاف الوقت بين الأرض والكواكب الأخرى، أوضح عدوان أن يوم المشتري عشر ساعات فقط، وفي المريخ أقل من الأرض وكل ذلك بحاجة إلى إعداد جسدي للتكيف مع المتغيرات هناك.