أخبار عاجلة

العالم يجتمع على أرض الشارقة لـ”يتحدث كتبا”

عاما تلو الآخر، يكرس معرض الشارقة الدولي للكتاب، بالإمارات، موقعه كأحد أهم وأكبر الأحداث الثقافية في الوطن العربي والعالم.

مناسبة عالمية، ينتظرها الكتاب والناشرون وعشاق القراءة من مختلف أنحاء الدول العربية، ويقصدون الشارقة في شهر تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام، للبقاء بين أجنحة الكتب والإصدارات الأدبية على مدار 12 يوما متواصلة، بصحبة صناع الكتاب والمعرفة والإبداع.

ويعتبر المعرض منصة حيوية للقاء كتاب بارزين، وعرض ملايين الكتب، وتبادل الأفكار والمعرفة، ومن خلال تنظيم المعرض على مدار 42 عاما، قدمت الإمارات مثالا يحتذى به في تعزيز القيم الثقافية ودعم صناعة الكتاب في المنطقة العربية.

وانطلقت الدورة الحالية من المعرض بداية الشهر الجاري، وتستمر حتى قرب منتصف الشهر، بمشاركة 108 دول من مختلف أنحاء العالم، ولا يشكل اختلاف اللغة حاجزا ليتواصل الزوار والمشاركون فيما بينهم، وسط أكثر من مليون ونصف المليون عنوان تعرض من كل قارات العالم.

ويرفع المعرض في هذه الدورة شعار “نتحدث كتبا”، ليمنح جمهوره التجول بين إصدارات 2033 ناشرا، قدموا إلى الشارقة حاملين صورا من حضارات بلدانهم ونتاجها المعرفي والإبداعي.

وتتصدر قائمة المشاركات عربيا الإمارات بـ 300 ناشر، تليها مصر بـ 284 ناشرا ثم لبنان بـ94 ناشرا تليها سوريا بـ62 ناشرا، فيما تمثلت أبرز المشاركات الأجنبية بحضور دور نشر من الهند، والمملكة المتحدة، وتركيا، ويعرض المشاركون 800 ألف عنوان عربي، و700 عنوان من اللغات الأخرى.

ويتجاوز المعرض حدود صفحات الكتب ومنصات الناشرين، نحو فعاليات وأنشطة ثقافية وورش عمل تصل إلى 1700 فعالية، ويشارك فيها أكثر من 215 ضيفا من 69 دولة حول العالم، ومن ضمنها 460 فعالية ثقافية تستضيف 127 ضيفا عربيا وعالميا من كبار الأدباء والمفكرين والمثقفين والفنانين، بينهم حاصلون على جائزة نوبل للآداب، وجوائز عربية وعالمية رفيعة المستوى، يشاركون الجمهور في جلسات وقراءات، حول تجارب إبداعية في مختلف فنون الثقافة، إلى جانب 900 ورشة يقدمها أكثر من 31 ضيفا من 12 دولة.

ويحتفي معرض الشارقة الدولي للكتاب، بكوريا الجنوبية باعتبارها ضيف شرف الدورة الـ42، ويشهد الجناح الكوري، سلسلة من الفعاليات الثقافية والفنية تحت شعار “خيال بلا حدود”، وتتضمن 15 برنامجا ثقافيا و7 جلسات حوارية، كما ينظم ضيف الشرف خمسة عروض موسيقية لنخبة من الفنانين الكوريين، ويستضيف ركن الطهي ثلاثة من أشهر الطهاة الكوريين، إلى جانب عدد من العروض الترفيهية والبرامج المخصصة للأطفال.

ويضم المعرض قاعة للتواصل الاجتماعي، تتضمن يوميا العديد من ورش العمل والجلسات المتخصصة بمواقع التواصل الاجتماعي، والتي تتناول محاول متنوعة منها تعزيز الشراكات والتعاون مع مؤثري وسائل التواصل الاجتماعي، والذكاء الاصطناعي ومستقبل التوجهات في منصات التواصل الاجتماعي، وصناعة المحتوى المعزز بالذكاء الاصطناعي.

ويفرد معرض الشارقة للكتاب مساحة واسعة لعالم المسرح، بعرض 130 عملا، ما بين مسرحيات وعروضا جوالة، يقدمها 14 عارضا من 14 دولة.

وتتقدم هذه العروض، مسرحية “سجن باركود”، التي تستهدف الفئة العمرية من 18 عاما، وهي أضخم عرض مسرحي إماراتي لعام 2023، بطولة مروان عبد الله، وأحمد مال الله، وموسى البقيشي، وبدر الحكمي، وهيفاء العلي، وريم الفيصل، وإخراج مروان عبد الله، وتدور حول ظاهرة التنمر.

وينقل المعرض زواره إلى عالم الغموض والخيال، مع مجموعة من المتخصصين في أدب التشويق والغموض ضمن فعاليات الدورة الثانية من “مهرجان الإثارة والتشويق”.

ويقدم المهرجان، الذي يقام بالشراكة مع “مهرجان الإثارة والتشويق” في نيويورك، منصة تجمع 10 كتاب عالميين متخصصين في هذا النوع من الأدب، بالجمهور من عشاق الغموض والألغاز والسرديات القصصية، منهم الكتاب ودانييل تروسوني وفيليكس فرانسيس وايفي بوشودا، وماكس سيك، وبليك كراوتش، وجيه دي باركر، وأليكس فينلي، وكاثلين أنتريم.

وينظم المعرض، الدورة العاشرة من مؤتمر الشارقة الدولي للمكتبات، بالشراكة مع جمعية المكتبات الأميركية، بمشاركة أكثر من 400 متخصص وممثل لأمناء المكتبات الأكاديمية والعامة والمدرسية والحكومية والخاصة من أنحاء العالم.

وتسجل الإصدارات والكتب “السمعية” وكذلك كتب لغة “برايل” حضورا بارزا في الدورة الحالية من المعرض، لتخاطب القراء المكفوفين، فيما تخدم كذلك فئة محبي كتب الصوتيات.

وينظم المعرض، لقاءات تجمع جمهوره، بكتاب وشخصيات من عالم الفضاء والسينما والتطوير الذاتي والاستثمار، منهم رائدة الفضاء الأمريكية سونتا ويلامز، التي شاركت في رحلات فضائية إلى محطة الفضاء الدولية، والممثلة الهندية كارينا كابور، التي تعد من أشهر نجمات بوليوود، والتي أصدرت كتاب “دليل كارينا كابور للحمل”، والكاتبة الهندية المتخصصة في التمويل الشخصي مونيكا هالان، التي تقدم نصائح عملية لإدارة الأموال والاستثمار.

ويشارك في المعرض، الكاتب الكندي مالكولم جلادويل، مؤلف ستة من الكتب الأكثر مبيعا في نيويورك، والذي تم اختياره من قبل مجلة “تايم” بوصفه واحد من 100 شخص تأثيرا، والكاتب السويدي توماس إريكسون، الذي ترجمت بعض كتبه لأكثر من 60 لغة، وبيع منها أكثر من 7 ملايين نسخة.

ومن أبرز الأسماء الأجنبية المشاركة هذا العام، الكاتب النيجيري الحاصل على جائزة نوبل وول سوينكا، والكاتب الكندي مالكولم جلادويل، والكاتب فاتسلاف سميل.

ويوفر “الشارقة للكتاب” فرصة للكتاب المحليين والعرب للتواصل مع الجمهور وترويج أعمالهم، ويتم تكريم الكتاب المحليين من خلال منح جوائز مثل جائزة الشارقة للكتاب وجائزة الشارقة الدولية للإبداع الثقافي.

ويستضيف الحدث، نخبة من الأدباء والكتاب والفنانين العرب للمشاركة في البرنامج الثقافي المصاحب للمعرض، أبرزهم شخصية العام الثقافية للمعرض الروائي الليبي إبراهيم الكوني، وتضم القائمة الكاتبة والروائية الجزائرية أحلام مستغانمي، والكاتب والروائي المصري أحمد مراد، والدكتور محمد الغندور، والروائية الكويتية بثينة العيسى، والناقد والروائي المصري طارق إمام، والشاعر اللبناني طلال حيدر، والشاعرة والروائية المصرية نور عبد المجيد، إلى جانب عدد من الشعراء العرب، منهم الشاعر السعودي فهد الشهراني، والكويتي شريان الديحاني.

ويعزز المعرض التعاون مع الشركات الناشئة وشبكات النشر والتوزيع لتطوير صناعة الكتاب في المنطقة، ويوف منصة لتبادل الأفكار والرؤى بين الناشرين والكتاب والقراء، للنهوض بصناعة الكتب.

وقال بدر صعب مدير إدارة الاتصال الحكومي بهيئة الشارقة للكتاب، المنظمة للمعرض، إن ركن التواقيع بالمعرض يقدم في دورته الحالية أكثر من 300 كاتب من مختلف أنحاء العالم.

وأضاف لوكالة الأنباء الألمانية (د.ب.ا)، يعد ركن التواقيع أحد أهم فعاليات المعرض، إذ يحقق تواصلا مباشرا بين الكتاب والقراء، ويوفر منصة ليتعرف القراء على أحدث إبداعات الكتاب المفضلين لهم.

ويقول أسامة عدلي، وهو مصري مقيم في أبوظبي: ننتظر معرض الشارقة للكتاب سنويا، لنلتقي وجها إلى وجه مع أبرز الكتاب والادباء والمثقفين من مختلف الدول، ونتعرف عن قرب على أحدث إنتاجهم الادبي.

وأضاف لـ(د.ب.ا): أصطحب أسرتي إلى المعرض، وكل منا يتوجه للمشاركة في فعاليات وأنشطة تناسب ذوقه واهتمامه، فالمرأة تجد في ركن الطهي، ما يشبع اهتمامها، ويجد الأطفال أنشطة ترفيهية تثقيفية تناسب أعمارهم، بينما يتجول البالغون بين أجنحة الكتب ليقتنوا إصدارات حديثة تلبي شغفهم الثقافي.

أما فاضل علي، فهو عراقي مقيم في دبي، فيرى أنه محظوظ كونه يقيم في دولة الإمارات، على بعد كيلو مترات قليلة من مقر إقامة معرض الشارقة للكتاب، الذي يعيش معه 12 يوما من القراءة والثقافة.

ويقول: أعتبر نفسي محظوظا لأني اسكن على مقربة من المعرض الذي يتمنى آلاف المثقفين في أنحاء العالم، زيارته والاستفادة من منصاته الثقافية والأدبية، واقتناء أحدث ما صدر عالميا من كتب ومؤلفات في مختلف المجالات.

وتابع بالقول: هذا الحدث ليس مجرد معرض للكتاب، بل هو عالم من الثقافة يأخذ من يدخله إلى دروب الثقافة والفعاليات الأدبية والفنية والإبداعية، ويجعل محبو القراءة على بعد خطوات كتابهم المفضلين في لقاءات حية.

وانطلقت الدورة الأولى من المعرض في عام 1981، حين أسست الشارقة معرضها السنوي الأول للكتاب، بهدف تعزيز الثقافة والتعليم وتعزيز قيم القراءة في المجتمع.

وسجل المعرض، إنجازا تاريخا جديدا للثقافة الإماراتية والعربية، وسوق صناعة المعرفة والكتاب بتصدره، معارض الكتب العالمية كافة عام 2021، وإعلانه “المعرض الأكبر في العالم” على مستوى بيع وشراء حقوق النشر، متصدرا معارض كتب دولية يزيد عمرها عن مئات الأعوام.

شاهد أيضاً

سيناريو واحد لتأهل المنتخب بعيداً عن نتائج المنافسين

أبوظبي. ماي مول بات المنتخب الوطني لكرة القدم يملك سيناريو وحيداً للتأهل مباشرة لكأس العالم، …

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

Sahifa Theme License is not validated, Go to the theme options page to validate the license, You need a single license for each domain name.