دبي ـ أحمد يوسف
“أمضيت نحو ساعة والنيران تتصاعد من حولي، فاتصلت بزوجتي وطفلتي الصغيرة، وودعتهما باكياً”، بهذه الكلمات، روى المصور الصحفي دينيس مالاري، تفاصيل 60 دقيقة قضاها عالقاً في الطابق الـ48، في فندق العنوان الذي اندلع فيه حريق ليلة الاحتفالات برأس السنة الجديدة، حتى أنقذه رجال الدفاع المدني. وقال مالاري: «وصلت إلى الفندق في الساعة الثامنة
مساءً، ووقفت بصحبة مصور آخر في شرفة بالطابق الـ48، لتصوير عروض الألعاب النارية ببرج خليفة، وفي الساعة 9:30 مساء كان زميلي يتصفح مواقع التواصل الاجتماعي بهاتفه، فأخبرني بأن هناك صوراً لحريق في الفندق نفسه، لكن من الجهة الأخرى لمكان وجودنا، ثم جمع متعلقاته ونزل مسرعاً، بينما كنت أحاول التأكد من الأمر، وعندما رأيت النيران في طرف المبنى، أسرعت بالبحث عن الدرج ومخرج الطوارئ».
وتابع: «وصلت إلى باب الدرج، وفوجئت بدخان كثيف جداً منعني من النزول، خصوصاً أنني في الطابق الـ48، والنزول كل هذه الطوابق يعني أنني سأصاب باختناق، فقررت العودة إلى الشرفة الخارجية، وبدأت أجري اتصالات بالزملاء المصورين أسفل الفندق ليبلغوا رجال الإطفاء بوجودي».
وأضاف: «طمأنني زملائي بأن رجال الإطفاء في طريقهم إليّ، لكن مع تزايد اشتعال النيران، وتصاعد الدخان، لم يكن أمامي سوى البحث عن وسيلة للنجاة، حتى وجدت حبالاً تتدلى من أعلى، يستخدمها العمال لتنظيف الزجاج الخارجي من المبنى، فربطت نفسي بها، ووقفت على حافة الشرفة مستعداً للقفز في أي وقت، خصوصاً مع اقتراب النيران مني لأقل من 10 أمتار».
وأكمل مالاري: «مضت الدقائق صعبة جداً، شعرت بأنني قريب جداً من الموت، فاتصلت بزوجتي وأخبرتها بموقفي، فبكت بشدة، وبعد أن ودعتها طلبت أن أسمع صوت ابنتي فليتس (5 أعوام) لأودعها». وواصل: «فجأة شاهدت أضواء رجال الإطفاء، فأسرعت أطرق الزجاج الخارجي للشرفة ليعلموا بمكان وجودي، حتى وصلوا إليّ، وقدموا لي وسائل التنفس الاصطناعي، وقادوني عبر سلالم المبنى إلى الخارج، حيث تولى رجال الإسعاف تقديم الخدمة الطبية لي، حتى استجمعت قواي، والتقطت صوراً لعروض الألعاب النارية، ثم عدت إلى زوجتي وابنتي غير مصدق أنني رأيتهما مجدداً». وقال مالاري، الذي صوّر مقاطع فيديو لمشهد تعلقه بالحبال: «كنت آخر شخص ينجو من هذا الحادث الكبير، لقد تعامل رجال الإطفاء بحرفية شديدة أنقذت حياتي، وحافظوا على معدات التصوير الخاصة بي، وحملوها حتى وصلنا إلى الطابق السفلي».