دبي. ماي مول
بلوحة حملت عنوان “النزوح في سوريا”، تتحول فيها الحجارة الملونة الى رجال وأطفال ونساء يحملون أوجاعهم وأمتعتهم على ظهورهم، نازحين من الوطن، أبكى النحات نزار علي بدر لجنة تحكيم برنامج “للعرب مواهب” الذي يعرض على قناة إم بي سي. وقد تحول الفيديو الخاص باللوحة التي شكلها بفترة زمنية وجيزة لا تتجاوز الدقائق، الى الفيديو الأكثر تداولا عبر مواقع التواصل الاجتماعي.
انطلاقا من هذه اللوحة تعرف الملايين من الناس الى هذا الفنان، ولكن من هو نزار علي بدر؟ وما قصة جبل صافون التي يوقع بها أعماله؟
بدأ نزار علي بدر، ابن اللاذقية بتشكيل أحلامه الصغيرة بالصلصال منذ أن بلغ السابعة من العمر، الى أن جذبه جبل صافون بكل ما فيه من حجارة ملونة، فراح يقصد سفح الجبل الذي يبعد عن اللاذقية ما يقارب 60 كلم، لينتقي منه الحجارة التي يشكل بها وجع سوريا وهموم الناس وأوجاعهم. يعمل يوميا على تشكيل الحجارة، وينتج منها لوحات يوقعها باسم جبل صافون، حتى بات يعرف بهذا الاسم. ينتقى الحجارة بعناية، فيدقق في الأشكال والألوان، أما ما يجده غير صالح للعمل في “صف الحصى” وابتكار لوحات فنية، فيعيده الى الطبيعة كي يلتحم بها من جديد.
اللافت في الأعمال التي يقدمها بدر، والتي وصل عددها الى الآلاف، انها تعالج القضايا الإنسانية، ففي الفترة الأخيرة سخر هذا الحجر ليرسم به وجع سوريا ومعاناة الناس، وغالبية الشخوص التي يكونها، تحمل ملامح الانكسار من خلال الرؤوس المنحنية التي تجر الوجع والخيبة.
كما يخصص بدر جزء من هذه الحجارة لتخليد حضارة أوغاريت التي يتمنى لو أنه ولد في زمنها، اذ يرى أن لأسلافه الأوغاريتيين أمانة تركوها في جيناته، وهي حجارة صافون، ويعمل على حفظ هذه الأمانة، وإيصالها بصدق وعفوية للأجيال عبر لوحاته التي يرفض بيعها.
تجربة “صف الحصى” اللافتة، دفعت الكاتبة الكندية مارغريت رورس من تقديم كتابا عن لوحاته بعنوان “حصى الطرقات”. كما استضيف بجر في معارض عديدة في أوروبا ليقدم أعماله من الحصى، الى جانب منحوتاته التقليدية التي لم ينقطع عنها رغم علاقته الوطيدة بالحصى وفن “صف الحصى