دبي . شيماء يحيى (وكالة الأنباء الالمانية)
كعادتها منذ 25 عاما، تحيي إمارة دبي بدولة الإمارات ليالي شهر رمضان بمسابقة دبي الدولية للقرآن الكريم، التي تعد أكبر مسابقة للقران الكريم في العالم من حيث التنظيم والجوائز والمنافسات.
وتتميز المسابقة بانها تستقبل متنافسين من مختلف الدول، وبعض المشاركين من دول أوربية وآسيوية وأمريكية، ولا يتحدثون اللغة العربية، لكنهم يحفظون القرآن الكريم كاملا ويجيدون تلاوته.
وعلى مدار ليالي شهر رمضان، تنظم الجائزة أمسيات كبرى بأحد أكبر مسارح المدينة، ليتنافس مجموعة من المشاركين في كل ليلة في تلاوة آيات كتاب الله، وسط حضور جماهيري كبير لمقيمين بالإمارات من عشرات الجنسيات.
وتتولى لجنة تحكيم دولية تضم علماء ومتخصصين من دول عربية عدة الاستماع للمتنافسين وتقييم حفظهم وتلاوتهم للقرآن، بينما يتم بث المنافسات عبر قناة تلفزيونية خاصة، وعبر القنوات التلفزيونية الإماراتية ليتابعها الجمهور بالإمارات وفي أنحاء العالم.
وقال المستشار إبراهيم محمد بوملحة رئيس اللجنة المنظمة للجائزة تهدف الجائزة لتحفيز الأجيال الناشئة على الالتزام بدينها، وإدراك واجباتها تجاه الإسلام، ورفع روح التنافس في مجال حفظ القرآن الكريم، والتشجيع على بذل المزيد من الجهد والوقت للحفظ والتجويد.
وأضاف لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ): تحرص اللجنة المنظمة، على تطوير الجائزة عاما تلو الآخر، لتؤدي رسالتها في تحفيز الأجيال على حفظ كتاب الله، والتنافس في إجادة تلاوته، وقد أتمت 25 عاما، منذ انطلاق دورتها الأولى، وأسهمت خلال تلك السنوات في تكريم مئات الحافظين لكتاب الله من عشرات الدول بمختلف قارات العالم.
وتابع: بدأت الجائزة عام 1997 بقرار من الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، نائب رئيس الإمارات، رئيس مجلس الوزراء، حاكم دبي، لتجمع أبناء المسلمين الحافظين للقران الكريم، من مختلف أنحاء العالم، ليتنافسوا على أرض دبي في إثبات حفظهم لكتاب الله، على أن تتولى لجنة من ذوي الخبرة تقييم مستوياتهم، وشارك في الدورة الأولى متنافسون من أكثر من 60 دولة وجالية مسلمة حول العالم.
وأشار أبراهيم بوملحة إلى أن جائزة دبي الدولية للقران تتميز بالمشاركة الكبيرة من قبل ممثلي الدول والجاليات المسلمة، كما تتميز باستضافتها للمتنافسين من مختلف الدول وتنظيم قدومهم وإقامتهم في دبي طوال ليالي المسابقة، كما تتميز بحجم الجوائز المالية الكبيرة التي يحصل عليها الفائزون.
وفي كل دورة من كل عام، تكرم الجائزة شخصية العام الإسلامية، وهي جائزة كبرى تمنح لكبار الدعاة والمفكرين الاسلاميين في العالم.
ويشترط في الفائز باللقب أن يكون شخصية خدمت الإسلام خدمة متميزة، من خلال مؤلفات أو مواقف، وأن يكون مشهودا لجهده بالإجماع.
وفاز باللقب من قبل الشيخ محمد متولي الشعراوي والشيخ محمد على الصابوني، والشيخ عبدالرحمن السديس، والشيخ أحمد الطيب شيخ الازهر.
وفي هذا العام نال اللقب الشيخ ابراهيم الأخضر أحد العلماء البارزين في علم التجويد والأداء، وهو شيخ محقق ومقرئ مدقق وشيخ القراء بالمسجد النبوي.
وللشيخ إبراهيم الأخضر أساليب مشوقة لفهم القرآن الكريم، وتعلمه وتعليمه في المملكة العربية السعودية.
ويقول أبراهيم بوملحة: لقب (شخصية العام الإسلامية) يمنح وفقا لشروط معينة يجب توفرها في الشخصية المرشحة سواء كانت شخصا أو جهة ويشترط لمن يرشح إليها أن يكون ممن قام بدور بارز في خدمة الإسلام والمسلمين.
كما يشترط أن تكون له آثار علمية تتسم بالأصالة والتميز، أو من خلال جهوده في خدمة الإسلام والدفاع عن قضاياه وعلى أن يكون على قيد الحياة عند اختياره إن كان فردا.
ويتولى أعضاء اللجنة المنظمة للجائزة ترشيح شخصيات إسلامية لهذا الغرض، ويتم دراسة مسوغات الترشيح لهذه الشخصيات واختيار من يجمع عليه غالبية الأعضاء.
ولا تكتف جائزة دبي الدولية للقران، بمسابقتها الدولية، بل تنظم جائزة سنوية عالمية للفتيات حافظات القران الكريم، لتكون حافزا للفتيات من مختلف دول العالم لحفظ القران الكريم واجادة تلاوته.
وتنظم جائزة دبي الدولية للقران، أيضا، مسابقات سنوية في حفظ القران بالإمارات، ومسابقة للموظفين الحكوميين، وأخرى للسجناء.
ويضم مقر الجائزة في دبي، مركز محمد بن راشد للمخطوطات القرانية، والذي يعرض مخطوطات نادرة للقران كتبت منذ اكثر من 1200 سنة، الى جانب معرض “السلام عليك ايها النبي” الذي يحكي سيرة النبي ويقدم للزوار نماذج تحاكي مقتنيات للرسول صلى الله عليه وسلم.
وقال أحمد الزاهد رئيس وحدة الاعلام في الجائزة: تستقبل دبي في كل دورة مايزيد عن 100 طفل وصبي ليتنافسوا في حفظ القرآن الكريم، وتلاوته، في تجمع هو الأكبر في العالم.
وأضاف لوكالة الانباء الألمانية (د.ب.أ): من المتنافسين مشاركون لاينطقون العربية، وبعضهم غير مبصر، واخرون يعيشون في أعماق أوربا وأفريقيا وأمريكا وآسيا، وأطفال لم يكملوا السبعة أعوام، رغم ذلك يحفظون كتاب الله عن ظهر قلب، ويتلونه بمختلف الروايات، أمام لجنة تحكيم دولية من رجال دين وأئمة مساجد ومقرئين بارزين في العالم الإسلامي.
وتابع: توصف الجائزة بأنها الاضخم في العالم من حيث عدد المشاركين، وتنوعهم، ومن حيث جوائزها التي تقترب من مليوني درهم (الدولار يعادل 3.67 درهم)، وكثيرون حول العالم يصفونها بانها “حلم شباب المسلمين في العالم”.
ويشير الزاهد إلى أن الجائزة على مدار دوراتها خلال 25 عاما، استضافت ما يزيد عن 2300 طفل وصبي وشاب في اعمار تبدأ من خمسة أعوام، وحتى 21 عاما، قدموا ما يزيد عن 120 دولة، من شرق الارض وغربها، ليظهروا قدراتهم على حفظ كتاب الله.
ولفت إلى أن دورة هذا العام استقبلت متسابقين من 70 دولة، من بينهم شباب من السنغال، والولايات المتحدة الامريكية وموريتانيا، والهند ورواندا واثيوبيا وبنجلاديش، إضافة الى متسابقين من الدول العربية ومنها الجزائر ومصر والإمارات.
وذكر أن الجائزة تضم لجانا للعلاقات العامة والمواصلات والسكن ولجنة للضيافة لتقديم كافة صور الرعاية للضيوف من المتسابقين والدعاة ولجنة التحكيم من وقت وصولهم مطار دبي الى وقت المغادرة.
ومن بين المتسابقين في دورة هذا العام، المتسابق الكفيف نادي سعد جابر من مصر، ويبلغ من العمر 22 عاما، وقد نال إعجاب جمهور المسابقة ولجنة التحكيم لعذوبة صوته، وتمكنه من الحفظ والتلاوة.
ويقول جابر: حفظت كتاب الله في عمر 6 سنوات ولم تمنعني الإعاقة البصرية من إتمام حفظه خلال عامين، من خلال التلقين.
وأضاف: حفظت القران الكريم بالتلقين على يد شيوخ افاضل في مجال للقراءة (كتاب)، وبمساعدة والدي ووالدتي، كنت أراجع ما حفظته في الكتاب، حتى أتممت الحفظ بصورة كاملة.
ويكمل الشاب المصري: مشاركتي في جائزة دبي الدولية للقران الكريم، كانت حلما كبيرا لي، اذ اتابعها عاما تلو الاخر، وتمنيت كثيرا أن أشارك فيها لكونها جائزة كبرى وتشهد منافسات شديدة، والفائز بها يشهد له بانه من أفضل حفظة كتاب الله بالعالم، وحقق الله لي أمنيتي بالمشاركة في دورة هذا العام وحصلت على درجات متقدمة خلال المنافسات.