تكساس.خالد مرجان
الحياة تستمر أحياناً بالموت، ولا يوجد لدى أي أب وأم أثمن وأغلى من الأبناء، ولأجلهم يضحيان بحياتهما ليمنحاهم فرصة الحياة والمستقبل، وهذا ما فعله زوجان توفيا من أجل حماية ابنهما من رصاص إرهابي في مدينة إل باسو في ولاية تكساس الأمريكية.
مازالت أخبار وآثار وأصداء هجمات إطلاق النار في مدينة إل باسو بولاية تكساس ومدينة دايتون بولاية أوهاي، مستمرة، ومن القصص المفجعة؛ قصة الزوجين جوردن وآندريه أنكوندو اللذين لقيا حتفهما يوم السبت الماضي.
وقتل الزوجان الشابان في عمر يناهز الـ24 و25 عاماً برصاص المجرم عندما كانا يتسوقان في مول «وول مارت»، بحسب الصحف والمواقع الأمريكية.
وأثناء الحادثة كان معهما طفلهما «بول» البالغ من العمر شهرين، فحمته الأم بجسدها وضمته وقام الأب بضمهما معاً فنجا الطفل وتوفيا هما، من أجل منحه الحياة والمستقبل.
وسقطت الأم على طفلها بول بعد إصابتها بالرصاص، لكنها لم تؤذه وقد أصيب الطفل بكسور غير خطيرة في أصابعه فقط، وهو الآن في منزله مع أقارب والديه. وووجدت خدمة الطوارئ الطفل تحت جسد أمه وقد كان مغطى بدمها.
وذهب الزوجان للمول لشراء بعض الحاجيات للمدرسة وللاحتفال بعيد ميلاد ابنة جوردن الكبرى من زواج سابق، والتي ستبلغ السادسة من عمرها.
وقد قام المسلح باتريك وود البالغ من العمر 21 عاماً بإطلاق النار بأحد متاجر مدينة إل باسو بولاية تكساس جنوبي الولايات المتحدة، ما أسفر عن مقتل 20 شخصاً، وإصابة 24 آخرين.
وفي مقابلة مع إليزابيث تيري عمة الضحية جوردن في صحيفة «واشنطن بوست» الأمريكية، قالت بحزن: ذهبا للتسوق من أجل شراء منتجات مدرسية لابنتيّ «جوردن» من زوجته الأولى السابقة، فكيف يكون مصيرهما الموت؟
لقد بدأ جوردن حياة جديدة مع زوجته الثانية آندريه، وافتتح عملاً خاصاً به، وتقدم بكل شيء في حياته، لكن الموت خطفه، وخطف كل شيء حوله.
وقال شقيق آندريه: حياة شقيقتي تغيرت، وأصبح جوردن داعمها الأول في الحياة، والسبب الأساسي لتقدمها كامرأة وزوجة، وكل شيء أصبح له قيمة بوجودها معه.
وتقوم عائلة جوردن وأندريه حالياً بجمع التبرعات من أجل أطفال جوردن وآندريه عبر مواقع إلكترونية في الولايات المتحدة.