قصة ملهمة لطفلة في الشارقة هزمت أعتى أنواع السرطان

دبي . ماي مول

سطرت طفلة مقيمة في الإمارات قصة مؤثرة عن نجاحها في هزيمة سرطان الغدد اللمفاوية في مرحلته الثالثة، وذلك بفضل عزيمتها القوية ودعم والديها وخبرة الأطباء الذين عالجوها، لتكون قصة ملهمة في اليوم العالمي للسرطان الأطفال 15 فبراير.

تالا أسامة هي طفلة أردنية في الحادية عشر من عمرها في الصف السادس الابتدائي، ووالدها أسامة يعمل مهندس كهرباء، ووالدتها لينا تعمل معلمة للغة العربية، وهي أخت لولدين وبنتين. 

تقول والدة الطفلة: “كانت تالا مثل أي طفل في مثل سنها، تحب اللعب وكثيرة الحركة، لكن الاختلاف الوحيد كان أنها تشعر بالتعب بسرعة وتشكو من ألم وضعف في ساقيها بعد ممارسة أي نشاط رياضي.”

وتستذكر والدة تالا تسلسل الأحداث الذي بدأ في شهر يناير 2022، وقالت إنها أصيبت بالذعر عندما اكتشفت وجود كتلة بارزة في بطنها، حيث سارع الوالدان في أخذها إلى طبيب الأطفال الذي طلب منهما أخذها إلى مركز طبي أكبر بسبب عدم القدرة على تشخيص الحالة.  

وهنا بدأت رحلة التوصل إلى تشخيص دقيق لمشكلات تالا الصحية حيث أخذها والداها إلى عدد من المراكز الطبية في الشارقة، ولكن لم يتم تشخيص إصابة الطفلة بالسرطان، وعليه قام الأطباء بعدة علاجات تجريبية مما أدى إلى تضاؤل حجم الكتلة البطنية، وظن الوالدان أن مشاكل طفلتهما قد انتهت.  

ولكن بعد مضي مدة يسيرة من الزمن عادت الأعراض للظهور مرة أخرى، وكانت هذه المرة أشد وأكثر تكراراً، حيث تطور الألم وازداد حدة خلال الشهور الستة التالية وعرض الوالدان حالة ابنتهما على أحد الأطباء والذي أبدى اهتماماً خاصاً بالكتلة البطنية وقرر فحصها وتحري ماهيتها، وسرعان ما توصل إلى التشخيص الدقيق وكشف إصابة الطفلة بليمفوما هودجكين أو ما يعرف بسرطان الغدد اللمفاوية. 

وتكمل لينا، والدة تالا، سرد مراحل الرحلة العلاجية قائلة: “كان غياب تشخيص واضحٍ أمراً محبطاً للغاية واستنزافاً عاطفياً لنا، حيث كانت أعراض تالا تقتصر على التعب والإرهاق.” 

ومن جانبها قالت الدكتورة نانسي نبيل كامل، أخصائية سرطان الأطفال في مستشفى أن أم سي رويال في الشارقة: “بعد التوصل إلى التشخيص الصحيح، باشرنا بالعلاج المناسب لحالة الطفلة تالا.”  

وكانت الدكتورة نانسي قد وضعت خطة علاج امتدت لأربعة أشهر، وتضمنت جرعة من العلاج الكيماوي في كل شهر. وتلقت تالا الجرعة الرابعة والأخيرة يوم 13 يوليو تموز 2022 في مستشفى أن أم سي رويال الشارقة.  

وأضافت الدكتورة نانسي “بعد انتهاء العلاج الكيماوي، كان علينا أن ننتظر لمدة ستة أشهر على الأقل لنجزم بأن جسم المريضة خالٍ تماماً من الخلايا السرطانية، وهو ما أكدته الفحوصات التي أجريت بعد مضي المدة المطلوبة، حيث شفيت تالا من السرطان بفضل الله، وهي الآن قيد المتابعة الدورية لمدة ثلاثة أشهر.” 

ما هي ليمفوما هودجكين

تصف الدكتورة نانسي هذا النوع من السرطان قائلة: “ليمفوما هودجكين هو نوع من السرطان يصيب الجهاز اللمفاوي الذي يشكل جزءاً من الجهاز المناعي المقاوم للجراثيم. وفي حالة الإصابة بهذا المرض تنمو الكريات البيضاء التي تسمى بالخلايا اللمفاوية على نحو خارج عن السيطرة، وهو ما يسبب انتفاخ العقد اللمفاوية في كافة أنحاء الجسم.” 

الأسباب

وفي معرض شرحها لأسباب الإصابة بهذا المرض، قالت الدكتورة نانسي: “تحدث الإصابة بمرض ليمفوما هودجكين بسبب طفرة في الحمض النووي لنوع من كريات الدم البيضاء والتي تسمى الخلايا اللمفية البائية، حيث يعطي هذا الحمض النووي التعليمات للخلايا اللمفية البائية بالنمو والتكاثر، وما يزال السبب المباشر لحدوث هذا المرض مجهولاً حتى الآن”.

ما هي الأعراض التي يجب رصدها

أضافت الدكتورة نانسي قولها :”يجب على الوالدين الانتباه إلى أية تغييرات في حجم العقد اللمفاوية المتورمة غير المؤلمة في العنق أو تحت الإبطين أو منطقة أعلى الفخذ والتي لا تعود إلى حجمها الطبيعي بعد تناول الأدوية التقليدية، مثل المضادات الحيوية، وكذلك الانتباه إلى أعراض التعب والحمى التي تستمر لأكثر من أسبوعين، وإلى التعرق في الليل، وفقدان الوزن الغير مبرر وإلى الحكة الشديدة. كما تجدر الإشارة إلى أن التشخيص المبكر يحدث فرقاً كبيراً في النتائج النهائية للعلاج، وكذلك في نوع الإجراءات العلاجية ويزيد من فرص النجاة والتغلب على المرض.”

 ولتعلن انتصارها على السرطان، عادت تالا إلى مدرستها لتتعلم وتمرح من جديد، مع مراعاة عائلتها إبقاءها في بيئة آمنة لجهازها المناعي.

 واختتمت والدة تالا كلامها قائلة: “لا أعتقد أن أحداً من الآباء أو الأمهات مستعد لسماع خبر تشخيص طفلهم أو طفلتهم بالسرطان، ولكننا نسعى ونأمل في تحسن حالة كل من نحب. كلنا أقوى مما نظن، وعندما يتعلق الأمر بحماية أطفالنا، تكون القوة والعزيمة على تحسين حياة أطفالنا شيئاً خارقاً. واليوم عندما أتذكر الماضي، لا يمكنني أن أتخيل أنني وزوجي استطعنا تحدي هذه المحنة من دون وجود أسرنا إلى جانبنا، وعندما أرى تالا اليوم بفضل الله ثم جهود الأطباء في مستشفى أن أم سي رويال وهي تمارس نشاطاتها اليومية، لا أخفي إعجابي بها فهي طفلة عانت الكثير في مقتبل عمرها، لكنها رغم ذلك تنجح نجاحاً مبهراً في رسم الابتسامة على وجوهنا كل يوم، وهي مصدر إلهامي وقوتي.”

ما هو اليوم العالمي للسرطان؟

 “اليوم العالمي للسرطان” والذي يوافق 4 فبراير من كل عام هي حملة توعية سنوية ينظمها الاتحاد الدولي لمكافحة السرطان، وفي هذا العام، تم تنظيم اليوم العالمي للسرطان تحت شعار “سد فجوة الرعاية الصحية”، مع دعوة الجميع إلى العمل معاً لإحداث الفرق في مكافحة السرطان في جميع أنحاء العالم. وتركز الحملة على “توحيد الأصوات واتخاذ الإجراءات” لاتخاذ خطوات حاسمة. 

ما هو السرطان

السرطان هو تكاثر وانتشار عشوائي غير منضبط للخلايا غير الطبيعية التي يمكنها أن تخترق وتقتل النسيج السليم المحيط بها، ويتميز هذا المرض بالميل إلى الانتشار إلى أعضاء الجسم الأخرى، ومن حيث معدل الوفيات، يعد السرطان ثاني أكثر أسباب الوفيات انتشاراً بعد أمراض القلب والأوعية الدموية، وهناك أكثر من مئة نوع مختلف من السرطان.

ما هي الأعراض

تظهر أعراض السرطان بأشكال مختلفة، وإن أحد أكثر الأعراض شيوعاً هي الضعف وظهور الكتل والآلام العضلية مجهولة السبب وزيادة أو نقصان الوزن الغير مبرر وتغيرات في أنماط الشهية للطعام.