دبي. ماي مول
مع تواصل تسريح مرضى فيروسات “كورونا”، من مستشفيات مدينة ووهان الصينية يومياً، يستمر لغز مرضى الفترات الطويلة، في إرباك الأطباء في مستشفى “جينينتان”، فيما قال مدير المستشفى، تشانغ دينغيو، إنه أحد “أكبر مخاوفه”.
وعلى الرغم من أن معظمهم لا تظهر عليهم أعراض أو حتى أعراض خفيفة، إلا أنه عند اختبار الفيروس، يتبين أنهم مصابون، ولا يمكن تركهم يذهبون خشية أن يكونوا سبباً في العدوى.
في غضون ذلك، لا يعرف الأطباء ماذا يفعلون مع هذا النوع من المرضى. وأبلغت الصين، قبل أمس، عن 63 حالة مؤكدة جديدة، 61 منها مصدرها من الخارج. ويعد عدد الحالات “المستوردة”، أحد أكبر التحديات التي تواجه البلاد، إلى جانب المرضى الذين لا تظهر عليهم أعراض.
و”جينينتان” هو مستشفى الأمراض المعدية المتخصص الوحيد في مقاطعة هوبي، وعاصمتها ووهان.
وعادة ما يتعامل المستشفى مع فيروس نقص المناعة “الإيدز” وإنفلونزا الطيور، وحتى أمراض اليد والقدم والفم، وكان المستشفى أول من بدأ في علاج مرضى “كوفيد 19″، بعد أن بدأت الحالات في الظهور، نهاية العام الماضي.
وقال الدكتور دينغيو، إن الأطباء بدأوا بسرعة في أخذ عينات من المرضى، وحددوا المرض على أنه وثيق الصلة بمرض “سارس” أو متلازمة الجهاز التنفسي الحادة. وفي ذروة تفشي المرض في فبراير، قال الطبيب، إن المستشفى يعالج نحو 500 مريض، وتلقى تعزيزات من فرق شنغهاي الطبية، وكذلك الجيش الصيني. ولا يزال 123 شخصا، تحت المراقبة، لحد الآن.
وردا على سؤال حول ما إذا كانت الحالات التي لا تظهر عليها أعراض ستثبت، الآن، التحدي الأكبر المقبل في المستشفى، قال دينغيو، إن سلطات الصحة العامة تعالج هؤلاء “المرضى الصامتين”، من خلال إجراءات قائمة بالفعل. وأضاف أن المستشفى يركز، الآن، على مرضى الفترات الطويلة، إذ أمضى بعضهم ما يصل إلى 60 يوماً معزولين في المستشفى.
ويذكر أن معظم المرضى الباقين كانت نتائجهم سلبية في جميع العينات باستثناء عينات الفم. ويجري المستشفى فحوصات من أربع عينات (أنف، فم، مستقيم، ودم).
وقال مدير المستشفى: “ربما في المستقبل سيقول الناس إن هذه الممارسة خاطئة لأن الفيروس قد مات بالفعل، وهناك آثار متبقية للفيروس داخل الخلايا”.
وتابع: “المستشفى يفضل أن يخطئ في إطار الحذر. وقد كان هناك بالتأكيد تأثير على حياة المرضى. والبقاء في المستشفى لفترة طويلة في العزل وخاضع للعلاج، ليس أمرا سهلا”.
وأكد المسؤول أن المستشفى قدم المشورة والعلاج لأولئك الذين ما زالوا يخضعون للمراقبة، ويعمل المستشفى الآن على بناء القدرة على التعامل مع الإصابات المتفرقة، في حال أصبح الفيروس لدى شريحة واسعة من المجتمع، ما يضعه على نفس مستوى الإنفلونزا الموسمية أو إنفلونزا الطيور.