دبي . خالد عامر
استعاد شاب (35 عاما) حياته الطبيعية في غضون 19 دقيقة فقط بعد تعرضه لنوبة قلبية حادة جراء انسداد الشرايين بنسبة 100%، بعد أن نجح فريق طبي بمستشفى الزهراء بدبي في التعامل السريع مع الحالة بعد وصوله إلى المستشفى بواسطة اسعاف دبي، واجراء عملية قسطرة خلال 4 دقائق و30 ثانية.
وكان المريض يعاني من ألم شديد في الصدر قبل وقوع الأزمة القلبية، مما دفعه إلى استدعاء سيارة الاسعاف، التي إستجابت بسرعة قياسية، ووجد الطاقم الإسعافي المريض في حالة فقدان للوعي وتوقف في عضلة القلب ووفقاُ للإجراءات السريرية المعتمدة والمتوافقة مع أعلى المعايير العالمية بدأ الطاقم الإسعافي بعمل الإنعاش القلبي الرئوي بحرفية عالية وإعطاءه صدمة كهربائية.
و إستعاد المريض بعدها النبض ليتم نقله إلى مستشفى الزهراء بدبي بسرعة قياسية لم تتجاوز الخمس دقائق مع الحرص على ضمان سلامة المريض من خلال العناية الفائقة أثناء نقله إلى طوارئ مستشفى الزهراء .
وتخلل ذلك عملية متناسقة وسريعة من التنسيق ما بين الطاقم الإسعافي والطاقم الطبي في المستشفى للإطلاع على تفاصيل حالة المريض قبل وصوله من خلال إرسال تخطيط القلب للمختصين في مستشفى الزهراء، ليتم على الفور تجهيز جميع المعدات وأدوات التقييم، وتفعيل مختبر القسطرة، وتجهيز الوحدة المتخصصة البسيطة والمتقدمة.
وأكد الدكتور بهراد اللاهي، أخصائي أمراض القلب التداخلي، بأنه تبين ومن خلال تصوير الأوعية التاجية بأن المريض يعاني من احتشاء عضلة القلب الحاد، وهذا الإجراء يتم من خلاله إدخال قسطرة عبر المعصم والأوعية الدموية للقلب للكشف عن انسداد الشرايين وفحصها والتحقق من مدى شدة النوبة القلبية. ووجد الطاقم القلبي التخصصي أن هناك انسدادًا شريانيًا بنسبة 100٪ في أحد الأوعية الدموية الرئيسية التي تمد الدم إلى الجانب الأيمن من القلب.
وتابع: “من خلال سرعة التواصل مع كافة أفراد الكادر الطبي، تمكنا من تنفيذ جميع الإجراءات بوتيرة سريعة ومنح مريضنا الرعاية اللازمة. وقد حضر المريض إلى المستشفى في وقت كان معظم الأطباء خارج الخدمة، لكننا دائماً على استعداد لاستقبال الحالات وتجهيز المعدات اللازمة خلال بضع دقائق، ونجحنا بفضل الاستجابة السريعة والعمل الجماعي المنظم في مساعدة المريض على التعافي”.
وبعد التأكد من التشخيص والكشف عن مدى شدة النوبة، تم إعداد المريض لإجراء عملية القسطرة. وتم إجراء العملية من خلال المعصم لاستعادة تدفق الأوعية الدموية، واكتملت العملية بالكامل خلال 4 دقائق و30 ثانية.
وأكد الأطباء بعد المتابعة المستمرة عودة وظائف القلب إلى طبيعتها، ولم يعاني المريض من أي أعراض جانبية. مما مكنه من الخروج من المستشفى بعد 3 أيام فقط.
من جهته قال سعادة خليفة الدراي- المدير التنفيذي لمؤسسة دبي لخدمات الإسعاف إن “الحرفية التي تعامل بها فريق إسعاف دبي مع الحالة مدعاة للفخر والسعادة والتي أسهمت بشكل كبير في الحفاظ على حياة المريض بدءاً من تلقي البلاغ ، مروراً بالاستجابة والتعامل السريع مع الحالة الحرجة لحين وصول الحالة للمستشفى وأشاد بالعلاقة القوية بين المؤسسة والقطاع الطبي الخاص ، مؤكداً أن المسؤولية المجتمعية سمة بارزة في المجتمعات المتحضرة والتي تتجلى في تضافر الجهود بين قطاعات المجتمع بشكل عام والقطاع الصحي بشكل خاص، لافتاً إلى أهمية تعزيز الثقافة الإسعافية بين أفراد المجتمع تزامناً مع سعي المؤسسات الطبية لتعزيز شراكاتها لخدمة المجتمع.
وقال الدكتور راجيف لوشان، إستشاري أمراض القلب التداخلية ورئيس مركز أمراض القلب مستشفى الزهراء دبي: “الزمن القياسي العالمي لعلاج مرضى النوبات القلبية هو 90 دقيقة، ومع ذلك يتم حل معظم الحالات في حوالي 120 دقيقة. ونقوم في مركز أمراض القلب في مستشفى الزهراء بحل معظم حالات الفشل القلبي الحاد في أقل من 60 دقيقة، مما يقلل وإلى حد بعيد من احتمالية حدوث أي ضرر لعضلة القلب. كادرنا الطبي وخدمات الطوارئ متاحين على مدار الساعة وطيلة أيام الأسبوع لضمان حصول جميع المرضى في الحالات الحرجة على أفضل فرص النجاة”.