موظف بلجيكي يثير عاصفة سياسية لرفضه إسرائيل

بروكسل ـ حيان فاضل

تسبب تسجيل صوتي لأحد العاملين بمركز الأزمات والطوارئ، التابع لوزارة الداخلية البلجيكية، في عاصفة سياسية داخل بلجيكا، حيث أنكر الموظف وجود دولة ما تسمى إسرائيل، حين اتصل به أحد اليهود العاملين بمركز التنسيق اليهودي في مدينة أنتويرب البلجيكية اليوم الخميس.
وسأله عن الخطوات المطلوب اتخاذها لتسريع سفر اثنين من اليهود المصابين في هجمات بروكسل للعلاج في إسرائيل، فرد عليه الموظف قائلاً: “إسرائيل؟ أنت تقصد فلسطين، أليس كذلك”؟! ونقلت الصحيفة عن المتحدث الرسمي باسم مركز الأزمات التابع لوزارة الداخلية البلجيكية بيتر ميرتنز، قوله: “هذا تصرف غير مقبول”.
صحيفة “هت نيوز بلاد”، ذكرت اليوم الخميس، أن الموظف الذي رفض أن يعترف بدولة إسرائيل، خلال المكالمة مع المتصل اليهودي، رفض أيضاً الإجابة عن سؤال المتصل عن اسم الموظف الكامل، لكن الموظف قال له أن اسمه “زكريا”، وحين سأله المتصل عن اسمه كاملاً، قال له: “أنا لست مجبراً على منحك اسمي كاملاً”.
ويتضح من التسجيل الصوتي الذي نشرته الجالية اليهودية في أنتويرب، على موقع يوتيوب، مدى إصرار موظف مركز الأزمات على استخدام كلمة “فلسطين” بدلاً من إسرائيل، ما دفع المتصل اليهودي إلى الاحتداد على الموظف عدة مرات، قائلاً له: “لا أسألك عن السفر إلى فلسطين، بل إلى إسرائيل”، فأجابه الموظف بهدوء: “نعم أفهم، تقصد فلسطين”، فسأله المتصل اليهودي محاولاً تمالك نفسه: “ألا تعرف إسرائيل سيدي”؟ فرد عليه الموظف بهدوء: “أعرف أن في فلسطين الكثير من اليهود، ذهبوا هناك ليحتلوا فلسطين”!
أثار التسجيل الصوتي زوبعة في الإعلام البلجيكي، حيث صرح رئيس تحرير صحيفة “أخبار اليهود” البلجيكية مايكل فرايليخ، للصحيفة قائلاً: “كيف يصدر مثل هذا النفي عن موظف رسمي داخل وزارة الداخلية البلجيكية، في الوقت الذي ليس هناك وجود رسمي معترف به لما يسمى الدولة الفلسطينية أصلاً؟ هناك العديد من الدول العربية ذاتها لا تعترف بوجود دولة فلسطينية، وجميع بلدان العالم تتعامل مع دولة إسرائيل المعترف بها، لقد كنا في صدمة حقيقية بعد سماع التسجيل الصوتي”.

من ناحيته شدد المتحدث الرسمي باسم مركز الأزمات التابع لوزارة الداخلية البلجيكية، بيتر ميرتنز، على أن سلوك الموظف ليس مقبولاً.
وأضاف قائلاً: “إننا نأسف بشدة لهذا الحادث، تعودنا أن ننأى بأنفسنا عن مثل هذه التصريحات السياسية، وما فعله الموظف المشار إليه يتعارض تماماً مع القيم التي ندافع عنها، وسوف يتم فتح تحقيق معه على خلفية هذه المحادثة الصوتية”.