دبي ـ أحمد الشريف
تستعد دول الخليج لتدشين مشروعات عقارية وسياحية تزيد كلفتها عن 20 مليار دولار بحلول الأعوام الأربعة المقبلة.
وكشف مشاركون في مؤتمر ومعرض “سيتي سكيب” في دبي أن حجم المشروعات العقارية في منطقة الخليج، يتزايد بمعدلات كبيرة خاصة في مجالات تشييد الأبراج ووحدات الإسكان الفاخرة، والمنتجعات والفنادق والمجمعات السياحية.
وأنطلق معرض “سيتي سكيب” في دبي يوم الثلاثاء الماضي بمشاركة 300 عارض من كبريات الشركات العقارية من 30 دولة، ويعد المعرض العقاري الأكبر في منطقة الشرق الأوسط.
وعرض المشاركون مشروعات عقارية عملاقة من المقرر الانتهاء من تشييدها خلال أعوام قليلة من بينها مدن على جزر طبيعية ومجمعات سكنية فاخرة وناطحات سحاب وقنوات مائية، ووصف عقاريون هذه المشروعات بأنها “ستغير صورة المدن الخليجية”.
وقال المستثمر العقاري معتز الخياط أن المشروعات العقارية التي كشف عنها المعرض تبعث على التفاؤل، مشيرا الى أن دول الخليج مقبلة على نمو عقاري متزايد حتى العام 2018، لأسباب عديدة منها الظروف الاقتصادية المواتية وارتفاع وتيرة الانفاق الحكومي والنمو السكاني وازدهار قطاع السياحة، وزيادة الإنفاق الحكومي على المشاريع الإنشائية.
وأوضح أن الإمارات تسجل حركة انشاءات متسارعة، تستند إلى الانتعاش الاقتصادي، ومناخ الاستثمار المتحرر، وتطبيق قوانين التنظيم العقاري المتقدمة، والأمر نفسه في قطر التي ستشهد خلال الأعوام القليلة المقبلة إفتتاح مشروعات عقارية عملاقة.
وأفاد الخياط أن القطاع العقاري بقطر يسجل إنتعاشا يواكب النمو السكاني وإستضافة الفعاليات الكبرى وتسارع وتيرة النمو الاقتصادي.
وأشار إلى أن “الحكومات في دول الخليج تسعى لسد الفجوة بين ارتفاع الطلب ونقص المعروض من الوحدات السكنية للفئات المتوسطة الدخل، عبر تفعيل برامج الإسكان بأسعار معقولة” مضيفا “الفنادق، والبنية التحتية، والمشاريع الانشائية العملاقة، هي ركائز أساسية في سوق الانشاءات، لكن أيضا على شركات المقالاولات تأمين الوحدات السكنية للفئات متوسطة الدخل وأن تقف إلى جانب الحكومات في دعم هذا النوع من المشروعات”.
من جانبه، قال الخبير الإقتصادي أحمد الشريف أن معرض سيتي سكيب كشف عن مشروعات سياحية بارزة تتكلف مليارات الدولارات، سوف تغير صورة المدن الخليجية عند إفتتاحها.
وأضاف “يتوقع مشاركون في المعرض أن تسهم هذه المشروعات في زيادة الحركة السياحية للخليج، وزيادة معدلات السياحة الداخلية بدلا من توجه الاسر الخليجية الى اوربا وآسيا”.
وقال خالد الرميحي الرئيس التنفيذي لمجلس التنمية الاقتصادية بالبحرين “يشهد القطاع العقاري في البحرين إنتعاشا كبيرا، إذ نما بنحو 7% العام الماضي” مضيفا “يجري تنفيذ مشروعات عقارية سياحية عملاقة بالمملكة، لإستيعاب النمو السريع لقطاع السياحة، إذ حقق قطاع الفنادق والمطاعم نمواً بنحو 10% العام الماضي، ووصل عدد زوار البحرين إلى أكثر من 10 ملايين خلال نفس العام”.
ومن المشروعات الضخمة التي قدمها المعرض، مشروع مدينة العجائب في دبي والتي ستضم نماذج لعجائب الدنيا السبع بإحجام تقارب الأحجام الحقيقية ومنها أهرامات مصر وبرج ايفل وبرج بيزا المائل وتاج محل، ومشروع “مدينة الشارقة للواجهات المائية” بالإمارات والتي تتألف من 10 جزر مرتبطة بقنوات مائية اصطناعية، وتمتد على مساحة 36 كيلو متر .
ومشروع “الحبتور سيتي” الذي يعد مجمعا فندقيا ضخما في دبي على مساحة 8.5 ملايين قدم مربعة ويتكلف 3 مليارات دولار.
وقدم المعرض مشروع “ميدان ون” في دبي، والذي يتضمن عدداً من المعالم المميزة مثل ناطحة السحاب (دبي ون) بارتفاع 711 متر والمركز التجاري “ميدان ون مول” وقناة مائية بطول أربعة كيلو مترات علاوة على مرسى مخصص لليخوت.
وتعرض شركة “إعمار” مشروع مدينة الأوبرا في دبي والتي ستكون موطناً لأول دار أوبرا في الإمارات.
وعرضت الشركات البحرينية مشروعات عقارية تقدر كلفتها بـ10 مليارات دولار، منها مشروع ديار المحرق، خليج البحرين، درة البحرين، ومشروع “بوابة الاستثمار – البحرين”.
كما عرضت مشروع “جاردن سيتي” الممتد على طول الساحل الشمالي لمدينة المنامة، ويشتمل على مارينا، وشاطئ بحري، حدائق وكورنيش ومطاعم راقية ذات واجهة بحرية، إلى جانب فنادق ووحدات سكنية فاخرة.
وأستقطب معرض سيتي سكيب خلال دولته الحالية مايزيد عن 47 الف زائر من مختلف أنحاء العالم، ويُنظر إليه على أنه مؤشر لتوجهات السوق العقاري في المنطقة ومقياس لمستوى أدائه.