دبي.ماي مول
«السرد ومعناه» عنوان جلسة نقاشية استضافتها، أول من أمس، ندوة الثقافة والعلوم، في الممزر بدبي، بحضور بلال البدور رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم.
وعلي عبيد الهاملي مدير مركز الأخبار في مؤسسة دبي للإعلام، نائب رئيس مجلس إدارة ندوة الثقافة والعلوم، وصالحة عبيد وجمال الخياط، أعضاء مجلس إدارة الندوة، وسلطان العميمي مدير أكاديمية الشعر. وتحدث في الجلسة التي أدارها محمد حسن المرزوقي، كل من الكاتبة الإماراتية لولوة المنصوري، والقاص السعودي عبد الله ناصر، والشاعر والروائي الكويتي عبد الله البصيص.
تحيز
واستهل محمد حسن المرزوقي، الجلسة طارحاً تساؤلاً حول الهوية التي تحيط بالكاتب، وبينت لولوة المنصوري إن كثيراً ما يوجه لها هذا السؤال، حول سردها الذي يدخل فيه شيء من الشعر، ورغم أنها تحب الشعر، إلا أنها تخشى أن تدخل في عالمه، وأضافت أن «السرد يمنح مساحة من الحرية أكبر، ويكسر القيود التي تضعها الأجناس الأدبية الأخرى،.
ويفتح الطريق لفهم الحياة بشكل عام»، واصفة الحياة بـ «أنها استرسال وتتابع والسرد يوثقه»، وذكرت لولوه أن الملاحم الأولى الكبرى، منذ أن دب الإنسان على وجه البسيطة، يحاول أن يفسر الحياة بطريقة السرد الشعري، لذا، هي تجد نفسها في السرد، وليس تحيزاً للأنثى، ولكن دائماً في الأساطير المرأة هي (الحكاءة) الأولى، والسارد الأول ومثال على ذلك «عشتار سيدة الحكايات».
وفي مداخلتها، تطرقت الكاتبة لولوة إلى أزمة غياب بعض الكتاب عن المشهد الثقافي في الإمارات، بعد إصدار المجموعات القصصية، وهو ما يسبب إرباكاً، ورجحت أن الظروف الاجتماعية للمرأة في البيئات الداخلية في الإمارات، وتمكين المرأة،.
والتي جعلتها تلتفت إلى المناصب الإدارية، وهو ما صعب عليها تحقيق التوازن بين المنصب والكتابة الإبداعية التي تتطلب تفرغاً، ونوهت بدور الصحافة التي كانت الحاضنة الأولى للقصة في صفحاتها الثقافية، وقالت: «هناك الكثير من المواهب التي ترغب في النشر مع غياب المجلات، ورغم تعدد الأسباب، إلا أن الغياب في النهاية واحد».
ملكة التعبير
وخلال حديثه، عرف عبد الله البصيص، الشعر عند العرب، وذكر أنه يصنف إلى نثر وقصيدة، واستدل خلال حديثه بالملاحم التي كانت تكتب على شكل أبيات شعرية، فالشعر هو ملكة التعبير. وقال: «ما زلت أكتب الشعر.
وقد ساهم اتساع قراءاتي وتنوعها في تطوير أدواتي، فأصبحت بحاجة إلى مساحة قد لا يستوعبها الشعر، فتوجهت نحو الرواية ذات التأثير الأكبر، ما أدى إلى تعمق علاقتي بالسرد». معتبراً أن «العامل النفسي هو العائق الأول للكاتب».
وفي رده على تساؤل حول الجوائز الأدبية وموقفه منها، قال الكاتب السعودي عبد الله ناصر، إن «القصة في المقعد الخلفي لقيادة الرواية، وهي ليست حصراً على العالم العربي»،.
مشيراً إلى أنه اختار القصة كهوية للتعبير عن ذاته، فهو لا يكتفي بالكتابة، بل يتلذذ ويستمتع في هذا الجنس الأدبي الذي اختاره، مستشهداً بقول الأديب المغربي أنيس الظافري بأن «القصة فن مازوخي»، وأضاف أن العمل القادم دائماً يشكل هاجساً، فهو يبحث عن الأفضل دائماً، فهو لا يرغب في التكرار، ويرغب بالتجديد في كل مرة.