ابوظبي _ ماي مول
أنقذت شرطة دبي في الوقت المناسب، مقيماً (عربياً) من فخ عصابة «المساج الأسود» التي تضم أربع متهمات استدرجوه بإعلان مضلل يحمل صورة امرأة أوروبية مثيرة على إحدى شبكات التواصل الاجتماعي، ما دفع الرجل إلى التواصل معه إحداهن باعتبارها صاحبة الصورة وأعطته عنوان في إحدى المناطق التابعة لمركز شرطة البرشاء وحين وصل اعتدين عليه النساء الأربع بالضرب وسرقن منه 1000 درهم بالإكراه وحاولن تجريده من ملابسه وتصويره مع امرأة عارية بهدف ابتزازه ودفعه للإفصاح عن بياناته البنكية من أجل سحب مبالغ من بطاقاته لكنه قاوم، قبل أن تداهم الشرطة المكان وتقبض على المتهمات، وتخلصه من الفخ النسائي.
وتفصيلاً، أفادت أوراق الدعوى التي أحيلت أخيراً إلى محكمة الجنايات بأن قسم السيطرة الميدانية ومباحث البرشاء كان يواصلوا جهوده لملاحقة ما يعرف باسم بلاغات «المساج الأسود» وهي جرائم يتورط فيها عادة عناصر نسائية من دول إفريقية يستدرجون ضحاياهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي ويعتدون عليهم بالضرب ويسلبونهم أموالهم بعد قهرهم وإذلالهم.
وأشارت إلى أن فرق العمل بالمباحث حددت وكر استخدمته عناصر نسائية متورطة جرائم، فخاطبت النيابة العامة للحصول على إذن بمداهمة الشقة وضبط المتهمين، وبعد التأكد من وجود أربع نساء مع رجل يحمل ملامح إفريقية أيضاً، وبمداهمة المكان قبض على النساء الإربعة وتبين أن الرجل الموجود في الشقة ضحية وكان يتعرض للاعتداء والضرب حين داهم رجال المباحث الشقة، فتم تحرير الرجل من أيديهن، ونقله إلى المستشفى لفحصه نظراً لوجود آثار اعتداء ظاهرة على جسمه.
وأفاد شاهد من شرطة دبي بأنه عند سؤال المتهمة الأولى اعترفت بأنها استأجرت تلك الشقة بغرض ممارسة الأعمال المنافية للآداب، وحين حضر الرجل (المجني عليه) فتشن في جيوبه واستولين على مبلغ 1000 درهم، وطلبن منه تزويدهن بأرقام بطاقاته البنكية، لكنه رفض فاعتدين عليه بالضرب، وفي هذه الأثناء داهمت الشرطة المكان وأرجعن المبلغ إليه.
فيما ذكرت متهمة أخرى بمحضر استدلال الشرطة أن المتهمة الأولى هي التي طلبت منها الاشتراك في هذه الممارسات، لافتة إلى أنها شاركت في استدراج المجني عليه وسرقة أمواله رفقة الأخريات.
من جهته، قال المجني عليه في محضر استدلال الشرطة إنه كان يتصفح أحد مواقع التواصل الاجتماعي، وتعرف على امرأة كانت تضع إعلاناً وأعطته عنوان شقة في إحدى المناطق السكنية الجديدة، فتوجه إلى المكان في نحو الساعة الثانية صباحاً، وحين دق الجرس فتحت له الباب، وفوجئ بأربع نساء لا يشبهن صاحبة الصورة إطلاقاً، وأطفوا النور وانهالوا عليه بالضرب في الظلام دون مقدمات مستهدفات رأسه وظهره وأحدهن عضت يده واستولوا على محفظته وأخذوا منها ألف درهم. وأضاف المجني عليه أنهن قمن بتصويره بعد ذلك مع إحداهن وهي عارية، فيما كان يرتدي ملابسه بعد أن قاوم كل محاولات تجريده منها، وطلبن منه الإفصاح عن بيانات بطاقاته البنكية لكنه رفض، فهددن باغتصابه، وإذلاله وفضحه، لكن في هذه الأثناء داهمت الشرطة الشقة وقبض رجال المباحث على المتهمات الأربع.
إلى ذلك، تراجعت المتهمات الأربعة عن أقوالهن اللاتي أدلين بها في محضر استدلال الشرطة وأنكرن التهم الموجهة إليهن.
وذكرت المتهمة الأولى في تحقيقات النيابة إن المجني عليه حضر إلى مقر سكنها مع بقية المتهمات وطرق الباب، وحين فتحت له، دخل واعتدى عليهن دون سبب، فقاومن الاعتداء بالمثل، وتم استدعاء الشرطة وجلبها رفقة زميلاتها إلى المركز، وأنكرت قيامها بسرقته بالإكراه أو الاعتداء عليه.
وبعد الاستماع إلى أقوال المجني عليه والمتهمات الأربع والشهود، أحالت النيابة العامة القضية والمتهمات إلى محكمة الجنايات بتهم ارتكاب جنايات الحجز غير القانوني، والسرقة بالإكراه والتهديد بارتكاب جناية، وإسناد أمور خادشة بالشرف وإفشائها، والمصحوب بطلب، وجنحة الاعتداء على الخصوصية بوسيلة تقنية.