دبي . شيماء يحيى (وكالة الانباء الألمانية)
لاتتوقف دبي عن صناعة الدهشة والفرحة والسعادة .. لاتتوقف عن إبهار السكان والسائحين والزوار بمشروعاتها السياحية والترفيهية.. ولعل في مقدمة هذه المشروعات “القرية العالمية”.
و هذه القرية، هي مشروع سياحي ترفيهي يمتد على مساحة 17 مليون قدم مربعة، ويجمع العالم بمنتجاته وفنونه ومعالمه تحت سقف واحد.
ولأنه مشروع فريد، فأنه يستقطب مايزيد عن مليون و250 الف سائح شهريا، من مختلف انحاء الدول العربية والغربية والاسيوية، ويتفوق بعدد زائريه على دول كبرى عريقة في مجال السياحة.
ومن يتجول في هذه القرية، يرى معالم باريس والشانزلزيه، ومعابد مصر الفرعونية وميدان التحرير، ويشاهد التنين الصيني، والمعابد الاسيوية، ويعيش بين الغابات الافريقية، ويستمتع برقصات الشعوب الفلكلورية.
وهذا العام، اتمت “القرية العالمية” 17 سنة من عمرها، وتوصف بأنها “أكبر منطقة بالعالم تجمع بين التسوق والترفيه والفنون”.
داخل القرية تنتشر اجنحة عملاقة لعشرات الدول، وتم تصميم كل جناح وفقا للمعالم الشهيرة للدولة، وامامه يقف مواطنون بازيائهم الشعبية، يرحبون بالزوار ويقدمون لهم مشروباتهم وحلوياتهم المحلية التي يشتهرون بها.
وفي كل جناح، تنتشر متاجر، تعرض ابرز السلع والمنتجات التي تنتجها الدولة، والاكلات الشعبية، والمنتجات التراثية، وتقدم عروضا لرقصات وفنون محلية.
“انها قرية، لكنها تختصر العالم في زيارة واحدة” بهذه العبارة تحدث فهد سعود، وهو سعودي، قدم من الرياض خصيصا لزيارة القرية العالمية.
وقال لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.أ) : في شهر ديسمبر من كل عام اصطحب اسرتي الى دبي لزيارة القرية العالمية، ونقضي في القرية اكثر من 6 ساعات، في كل زيارة ولاتكفي، فنكررها لعدة ايام.
ويضيف: طفت دول اوربية واسيوية عديدة، لكن لم ارى مشروعا يجمع اشهر معالم العالم في منطقة واحدة مثل هذه القرية.
ويصف الزائر الهندي اشوك فنجا، القرية العالمية بأنها “تقدم له كل منتجات العالم على طبق واحد”، ويضيف: تأتي كل دولة الى دبي، وتعرض ابرز واشهر منتجاتها المحلية، فاذا اردت منتجات جلدية اذهب الى جناح تركيا، واذا اردت سجادا يدويا مبهرا اذهب الى ايران، وفي الصين ابتكارات واجهزة الكترونية فريدة، وزهيدة الثمن.
ويتابع بالقول “لايمضي اسبوع تقريبا الا وازور القرية انا واسرتي ونشتري بضائع لمنزلنا في الامارات، وبضائع اخرى نرسلها الى الهند، لنؤثث منزلنا هناك باشهر منتجات وتحف العالم”.
وتقول بشاير محمد، وهي كويتية جاءت للسياحة في دبي، من يدخل “القرية العالمية” يتعرف على حضارات دول العالم، وداخل كل جناح محلات تعرض المنتجات الوطنية لكل دولة، ومواطنين يرتدون ملابسهم الوطنية يستقبلون الزوار بعبارات ترحيب ينطقونها بلغاتهم، ويقدمون لك مشروباتهم الشعبية.
وتكمل: انا لا أخرج من كل جناح الاوقد حصلت على تذكار من تلك الدولة، واقتنيت بضائع لم أكن أصل اليها، لولا هذا المشروع السياحي الفريد.
وتضيف: بعد كل زيارة، أشعر اني زرت العالم بأكمله، وتعرفت على حضارات الشعوب، واستمتعت بفنونهم ومنتجاتهم في يوم واحد فقط.
ومايميز هذا المشروع السياحي انه يجمع كل اجناس البشر، وتكفي جولة في هذه القرية لترى فيها أصحاب البشرة السمراء القادمين من أعماق أفريقيا يقفون جنبا إلى جنب وأصحاب الشعر الأشقر أبناء القارة الأوربية، والى جوارهم الصينيون بعيونهم المميزة، ومواطني جنوب شرق آسيا واستراليا وأمريكا الجنوبية.
ويرى الزائر لأجنحة القرية ابن السودان بجلبابه الابيض، ويلتقي المصري الصعيدي بعمامته المميزة، واليابانية مرتدية الكيمونو الشهير، والهندية بالساري، والمكسيكي بقبعته العريضة.
ويصف بدر انوهي، الرئيس التنفيذي للقرية العالمية، المشروع بأنه “وجهة ترفيهية عائلية تجمع ثقافات وفنون ومنتجات العالم في بقعة واحدة”.
واضاف لوكالة الانباء الالمانية (د.ب.ا): تقام القرية العالمية على مدار 6 أشهر تقريبا، كل عام، تقدم خلالها تشكيلة متنوعة من البضائع والعادات والثقافات والعروض الترفيهية التي تغطي طيفاً واسعاً من حضارات العالم بما في ذلك الموسيقى، والرقص، والفنون، والحرف اليدوية، والمسرح، وعروض الأزياء والطعام من مختلف القارات.
ويكمل: تعد القرية، الوجهة السياحية الأبرز في دبي، والمركز المتميز للتواصل والتمازج بين حضارات العالم في كل عام، ونسعى في كل موسم إلى تقديم العديد من العناصر المبتكرة والعروض الجديدة حتى تكون زيارة القرية تجربة لا تنسى.
وقد انطلقت فعاليات القرية العالمية لأول مرة في عام 1996 على ضفاف خور دبي.
وانتقلت بعدها إلى مقرها الدائم عام 2005 في منطقة دبي لاند، التي تعد أكبر وجهة للسياحة والتسلية والترفيه في المنطقة.
وشهدت القرية نمواً كبيراً منذ انطلاقها، فمن 18 دولة مشاركة في موسم عام 1997، إلى أكثر من 40 دولة هذا الموسم.
وارتفع عدد الزوار من 500 ألف عام 1996 إلى ما يزيد عن 4.5مليو زائر تقريبا كل عام.
ومن يتجول في القرية، لابد ان يزور الجناح السعودي، الذي تفوح منه رائحة القهوة العربية، التي يقدمها السعوديون للزائرين عملا بتقاليد الضيافة العربية.
ويتميز الجناح بعرضه عشرات الانواع من التمور التي تشتهر بها المملكة، وأبرزها السكري والخلاص وحاتمي، وتشهد جميعها إقبالا كبيرا من الزائرين خاصة الخليجيين منهم.
والى جانب التمور، تفوح رائحة العطور، وعلى رأسها العطور المشبعة برائحة العود والمخلط والمسك.
ويشعر من يدخل أجنحة دول أفريقيا أنه في غابة، فجميع المعروضات عبارة عن مشغولات يدوية منحوتة من الطبيعة، كالأحجار والخشب الأسود، وأكثر هذه المعروضات هي الأقنعة والطبول، وتماثيل لحيوانات مفترسة.
وفي الجناح المصري تحيط الزائر الحضارة الفرعونية، فالجناح مصمم على هيئة معبد فرعوني، ويرتدي الموظفون ملابس ملوك الفراعنة، يستقبلون الزوار باشارت ترحيب تشبه المرسومة على معابد المدن الاثرية.
ويحصل الزائر للجناح على رسومات منقوشة على ورق البردي، وهدايا تذكارية منحوتة على الحجر الفرعوني، يصنعها حرفيون مهرة امام السائحين في القرية.
ويضم الجناح متحفا للحضارة الفرعونية يعرض تماثيل للملك الفرعوني توت عنخ امون ومومياوات وبعض الحلي والمقتنيات الفرعونية، تم تنفيذها طبق الاصل.
ويضم الجناح المقام على مساحة 300 متر مربع 88 متجر، وصالة للسينما وورشة للحرف اليدوية ونماذج لميدان التحرير وسوق خان الخليلي في ديكور مماثل للواقع.
وشملت معروضات الجناح المصري هذه العام الاشغال اليدوية مثل المنتجات الصوفية، واشغال يدوية للحفر والتشكيل على الرمال والتي تتم امام الجمهور في ورش مفتوحة مشابهة لما يحدث في سوق “خان الخليلي” بالقاهرة، اضافة الى المنتجات الخشبية المصنعة يدويا ذات الجودة العالية والجلاليب الشرقية وركنا خاصا للمصنوعات الخشبية.
ويقدم الجناح تشكيلة متنوعة من الاطعمة والمشروبات المصرية الشهيرة، منها “الكشري” و”الفطير” و”الملوخية” والبطاطا، وعصير القصب.
وعند دخول جناح اليابان، ترحب المضيفات اليابانيات بالزوار بابتسامة دافئة مرتديات الكيمونو التقليدي، وتتيح زيارة الجناح فرصة التعرف على جوانب متنوعة من الحضارة اليابانية ومشاهدة عروض حية ومنتجات يدوية تُصنع مباشرة أمام الجمهور، إضافة إلى تذوق أطيب الحلويات اليابانية والاطلاع على مجموعة متنوعة من الهدايا.
وفي جناح الأمريكيتين، يتعرف الزائر على بلاد الغابات المطيرة، ثقافة المواطنون الأصليون بأمريكا وعالم هوليوود حيث النجومية والأضواء، ويتعرف على حضارة أمريكا الشمالية والجنوبية وما تتميز به من تقاليد وإرث ثقافي عتيق، ويستمتع بالفنون الاستعراضية من رقصات وفنون فلكلورية.
أما الجناح العراقي فهو بوابة للتعرف على تاريخ وحضارات بلاد الرافدين، وخلال التجول فيه يتعرف الزائر على منتجات الحرفيين من ملابس ومجوهرات ومأكولات.
وفي جناح إيران يطلع الزائر على الحضارة الفارسية والثقافة الإيرانية الحديثة، ويتاح له اقتناء المنتجات الإيرانية عالية الجودة المصنعة محلياً ومنها السجاد العريق، الأحجار الكريمة، الزعفران، الفاكهة المجففة، الحلويات والمأكولات الايرانية.
ولا تكتمل زيارة القرية العالمية إلا بزيارة جناح تركيا، حيث يشاهد الزائر عروض فنية مستمدة من الحضارة العثمانية العريقة، ومنتجات الأناضول بديعة الجمال من الخزف والسيراميك، وأعمال فنية ومخطوطات تراثية، ويتذوق الحلويات التركية التي تتميز بطعمها الفريد، إضافة إلى تجربة التسوق الفريدة في البازار التركي التقليدي.