دبي ـ شيماء عبدالخالق
نشرت دورية ’لانسيت‘ مؤخراً النتائج التي توصلت إليها احدى دراساتها وأظهرت دور اختبارات ’آركيتيكت ستات‘ (ARCHITECT STAT) من شركة ’آبوت‘ لقياس مستويات بروتين “التروبونين” عالي الحساسية من النوع ’آي‘ في سرعة تشخيص ومعالجة النوبات القلبية ومساعدة الأطباء على تلبية احتياجات ثلثي المرضى الذين يعانون من آلام في منطقة الصدر ضمن قسم الحوادث والطوارئ دون اضطرارهم لدخول المستشفى. وبالتالي، قد يتجنب هؤلاء المرضى الانتظار لفترات طويلة لمراقبة وإجراء اختبارات إضافية، أو الاضطرار إلى دخول المستشفى.
وتقترح الدراسة أن استخدام مستوىً تم تحديده مؤخراً من التروبونين، وهو أحد البروتينات التي يشير ارتفاع نسبتها إلى تزايد خطر الإصابة بالنوبة القلبية، يتيح للأطباء فرصة النجاح في تحسين رعاية المرضى عبر تشخيص دقيق لا يستدعي إجراء مزيد من الاختبارات، مما يحد من الإجراءات غير الضرورية ودخول المستشفى.
واستمدت الدراسة تمويلها من منحة أحد المشاريع الخاصة من مؤسسة القلب البريطانية‘ وأشرف عليها باحثون من جامعة أدنبرة.
وقال الباحث الدكتور أنوب شاه، وهو أحد معدّي الدراسة من جامعة أدنبرة: “تظهر النتائج قدرة الاختبار عالي الحساسية على منح الأطباء مزيداً من الثقة في تشخيص احتمال إصابة المريض بالنوبة القلبية أم لا، وبالتالي إمكانية خروجه بأمان من قسم الحوادث والطورائ. وينطوي استخدام عتبة التروبونين المحددة على فوائد كبيرة للمرضى والأطباء. ويتيح تشخيص انخفاض مستوى خطورة إصابة المريض بالنوبة القلبية مقداراً كبيراً من الطمأنينة في وقت يشعر فيه المريض بالكثير من القلق؛ كما يتجنب دخول المستشفى والخضوع غير الضروري لسلسلة من اختبارات التروبونين التي تسبب له مزيداً من القلق”.
وفي هذا الصدد قال الدكتور وليد تميمي، استشاري في مدينة الملك عبدالعزيز الطبية – الرياض، للحرس الوطني، ورئيس الجمعية السعودية للكيمياء السريرية، “انه تم اقتراح، في دراسة حديثة قام بها الدكتور بول جوليشر، رئيس قسم اقتصاديات الصحة ونتائج البحوث الطبية في شركة آبوت بالتعاون مع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية – للحرس الوطني في مدينة الرياض، ان التروبونين عالي الحساسية يستطيع ان يساعد في تقليل الوقت في عملية التشخيص والإقامة في اقسام الطوارئ”.
“ومن خلال استخدام برنامج المحاكاة لقسم الطوارئ وبمعدل 569 مريض في اليوم، 88 من المرضى (15.5%) كانوا يعانون من آلام حادة في الصدر، تمكنا من التوصل الى زمن قياسي جديد لعملية التشخيص. فهذه الدراسة تشير الى ان من خلال استخدام التروبونين عالي الحساسية وعملية تقليل الوقت المطلوب في اقسام الطوارئ، ستستطيع مدينة الملك عبدالعزيز الطبية الإستفادة من العوامل التالية:
– التوظيف الأمثل لأقسام الطوارئ من خلال تقليل السعة السريرية بنسبة 13% او ما يعادل 7 اسرة في اليوم الواحد، حيث سينخفض متوسط البقاء في اقسام الطوارئ لكافة المرضى بـــ87 دقيقة وللذين لا يعانون من آلام في منطقة الصدر بـــ70 دقيقة.
– تقدر الفائدة الإقتصادية العائدة بحوالي 12 مليون يورو اي ما يعادل 12% مقارنة مع سيناريو النموذج الحالي.
وتقترح هذه الدراسة ايضاً أن استخدام مستوى الاختبار الجديد للتروبونين قد يمنح الأطباء القدرة على مضاعفة عدد المرضى الذين سيتم صرفهم من قسم الحوادث والطوارئ بعد إجراء اختبار تروبونين مفرد عند الدخول.1 وبالإضافة إلى ذلك، قد يوفر ذلك فرصة لخفض التكاليف التي تتكبدها حالياً أنظمة الرعاية الصحية بشكل عام.
و أوصت ’الجمعية الأوروبية لأمراض القلب‘ في أغسطس الماضي بإجراء اختبارات تروبونين عالي الحساسية، مثل اختبار شركة ’آبوت‘ لقياس مستويات التروبونين عالي الحساسية من النوع ’آي‘، للمساعدة في تشخيص إمكانية حدوث النوبات القلبية خلال ساعة واحدة بدلاً من الانتظار مدة 3 ساعات.5 وفي أكتوبر عام 2014، أوصى ’المعهد الوطني للتفوق الصحي والعناية‘ بإجراء اختبار ’آبوت‘ من بين اختبارات أخرى لمساعدة الأطباء في تسريع تشخيص احتمال النوبات القلبية في أقسام الطوارئ بمستشفيات نظام التأمين الصحي في إنجلترا وويلز.6 ومن بين الاختبارات المتضمنة في إرشادات ’المعهد الوطني للتفوق الصحي والعناية‘، يقدم اختبار ’آبوت‘ لقياس مستويات التروبونين عالي الحساسية من النوع ’آي‘ وحده فوارق حدية محددة للجنسين.
ويتوفر اختبار ’آبوت‘ لقياس التروبونين عالي الحساسية من النوع ’آي‘ خارج الولايات المتحدة الأمريكية بصورة تجارية. ويجري الاختبار باستخدام أحد أجهزة التحليل الآلية بالكامل من عائلة ’آركتيك‘ (ARCHITECT).