دبي. شيماء محمد
هي أكبر مشروع تجاري من نوعه في الخليج والمنطقة العربية .. مشروع سياحي في دبي فريد يجمع الآف التجار من مختلف قارات الدنيا، ليعرضوا بضائعهم على أكثر من 5 ملايين سائح وزائر في “القرية العالمية”.
والقرية، هي منطقة سياحية للتسوق، تقام لمدة تزيد عن 150 يوما كل عام، ومن يزور هذا المشروع يمكنه ان يشتري مئات السلع العربية والاسيوية والافريقية والاوربية، ويصل لمنتجات لايمكن ان يحصل عليها الا بالسفر لخارج منطقة الخليج.
وتتيح القرية للزائر التعرف على اشهر معالم الدول عن قرب، يطوف بين شوارعها، ويتعرف على ازيائها واشهر منتجاتها، ويستمع الى اغنياتها ويستمتع برقصاتها الشعبية الفلكلورية.. ليستمتع في كل زيارة بفعاليات مختلفة، عملا بشعارها “عالم جديد كل يوم”.
يدخل الزائر “القرية العالمية” فيرى اجنحة ومجسمات ضخمة لكل دولة من دول العالم، وداخل كل جناح محلات تعرض المنتجات الوطنية للدولة، ومواطنين يرتدون ملابسهم الوطنية يستقبلون الزوار بعبارات ترحيب ينطقونها بلغاتهم، ويقدمون لك مشروباتهم الشعبية.
وتتزين مداخل كل جناح برسوم وصور لاشهر المزارات، ونماذج ضخمة للمعالم والمزارات البارزة لكل دولة، فيشاهد الزائر برج ايفل، وعلى بعد خطوات منه برج بيزا المائل، والى جواره ساعة بج بن البريطانية، ويتجول بين الغابات الافريقية، والمعابد الصينية.
ويعد الجناح المصري أحد أبرز أجنحة القرية، ويشعر كل من يزور هذا الجناح انه يزور أحد أحياء القاهرة، فعلى أبوابه تستقبلك أم كلثوم وهي تغني سيرة الحب والأطلال، لتصحبك في زيارتك التي ترى خلالها المشغولات اليدوية ومنتجات السوق الشعبي الشهير خان الخليلي، والتماثيل الفرعونية الصغيرة القادمة من مدينة الأقصر الأثرية.
وعلى مسرح الجناح المصري تقدم فرقة للفنون الشعبية عروضا شعبية متعددة، تبدأ من رقصة “التحطيب” الصعيدية مرورا برقصات السمسمية، وأغنيات “الريس متقال” التراثية.
وتهتم الهند في جناحها بعرض أزيائها الشعبية يتقدمها الساري واللهانجا وملابس للرجال مستوحاة من قصص ألف ليلة وليلة.
ويشعر من يدخل أجنحة دول أفريقيا خاصة غانا وغينيا وجنوب أفريقيا أنه في غابة، فجميع المعروضات عبارة عن مشغولات يدوية منحوتة من الطبيعة، كالأحجار والخشب الأسود، وأكثر هذه المعروضات هي الأقنعة والطبول، وتماثيل لحيوانات مفترسة.
ويقول التاجر المصري خالد علي انه قدم من مصر لدبي، ليعرض انتاجه من الملابس الجاهزة في الجناح المصري في القرية العالمية.
ويضيف : انتظر هذا المشروع الذي يقام كل عام منذ 21 عاما، لان مستوى الشراء فيه مرتفع جدا.
ويشير الى ان قطع الملابس المصرية المصنوعة من القطن المصري، تلقى اقبالا كبيرا، من ابناء الخليج والدول الاوربية.
وتأخذ القرية العالمية، زوارها في رحلة عبر دول شرق آسيا من خلال جناح الشرق الأقصى الجديد هذا الموسم، ويمثل الجناح ثقافات لكل من دول الفلبين واليابان وأندونيسيا وكوريا الجنوبية التي تستعرض تقاليدها العريقة وتفوقها الصناعي المذهل بالإضافة إلى منتجات من كل من ماليزيا وفيتنام.
وتبدو ملامح شرق القارة الآسيوية جلية عبر ما تقدمه هذه الدول من أنواع مختلفة من المنتجات التراثية والمأكولات والعروض الثقافية المتنوعة، ولن يشعر رواد الجناح بالحيرة في استكشاف ثقافات البلدان المختلفة، حيث تم تنظيم متاجر كل دولة بصورة تعزز من تجربة الضيوف علاوة على توظيف أشخاص متخصصين لمساعدة الضيوف وتزويدهم بالمعلومات اللازمة حول المنتجات والمعلومات التاريخية وثقافات البلدان.
ويتميز الجناح باستضافته للمعرض الذي يخصص مساحة تستعرض من خلالها الدول الأربعة ثراء وتنوع حضاراتها، وتشمل المعروضات التحف والقطع الأثرية والملابس الفلكلورية والمشغولات الحرفية واليدوية.
أما الضيوف الذين تستهويهم الفنون فيمكنهم الاستمتاع بما تقدمه يوري ناكاواجا المحترفة في فن الخط الياباني، التي أشارت إلى أنّها بدأت بتعلم فنون الخط منذ نعومة أظفارها وتقول في هذا الصدد: “تمثل هذه المرة زيارتي الأولى إلى الشرق الأوسط. لقد سمعت أمور مذهلة عن القرية العالمية من أحد أصدقائي وقررت بعدها زيارة دبي مباشرة، فقد شعرت بأنها ستوفر لي الفرصة لتقديم أعمالي في فنون الخط الياباني على شريحة واسعة من الجمهور الذي يأتي من خلفيات ثقافية متعددة، فالقرية العالمية تستقطب الزوار من كافة أنحاء العالم، وهذا أمر لطالما رغبت في القيام به.”
وتشمل أعمال ناكاواجا الرسم بالخط الياباني “كانجي” الذي يعتمد الأحرف الصينية وأضافت: “لقد بدأت تعلم الرسم باستخدام خطوط “كانجي” منذ التحاقي بالمدرسة الابتدائية، واليوم فإني أقوم بتدريسها للمهتمين منذ 15 عاماً.”
أمّا بالنسبة لتجربة التسوق فسيحظى رواد الجناح بمتعة لا مثيل بها ما بين المألوف والغريب والجاهز والمصنوع يدوياً عبر الجناح، بدءاً من الملابس والأثاث والاكسسوارات وغيرها مما يمكن أن يحتاجه المتسوقون في حياتهم اليومية، كما يوفر العديد من الصفقات الرابحة حيث يقدم الجناح منتجات فلبينية مذهلة تبدأ أسعارها من 10 دراهم فقط، بينما تتراوح المنتجات اليابانية المذهلة ما بين سلع الأنيمي إلى أكواب الشاي وعيدان تناول الطعام ومستلزمات السوشي التي يوفرها سوبر ماركت دينز توييا.
كما يمكنك أن تجد في جناح الشرق الأقصى منتجات متنوعة لدول مثل ماليزيا وفيتنام، حيث يوفر متجر المشغولات الآسيوية العديد من المنتجات التقليدية التي تشمل الديكور واللباس الفيتنامي التقليدي للنساء الذي يطلق عليه “أو داي”، كما يمكنك شراء المأكولات الماليزية من متجر “أجرو ماس” الذي يوفر تشكيلة واسعة من الأطعمة العضوية الطبيعية مثل القهوة الماليزية الشهيرة وجبنة الماعز والفواكه المجففة.
وتعد المكتبة من بين أبرز ملامح جناح الشرق الأقصى، فهي توفر مجموعة واسعة من الكتب التي تغطي ثقافات الدول الأربعة، وهي متاحة لجميع رواد الجناح لإثراء معرفتهم حول دول الفلبين واليابان وأندونيسيا وكوريا الجنوبية دون الحاجة إلى شراء الكتب.
تحتضن القرية العالمية خلال موسمها الحادي والعشرين 30 جناح دولي يمثل أكثر من 75 دولة، وتقدم تجارب تسوق وصفقات فريدة إلى جانب العروض الثقافية والمفاجآت الجديدة كل يوم حتى 8 أبريل المقبل.