ريو دي جانيرو ـ ماي مول
لم تكن الصور المدهشة وغير المسبوقة التي التقطها المصور المحترف بريتي آدم، لمصلحة وكالة «غيتي» للصور، وغيره من المصورين المحترفين، لمنافسات السباحة في «أولمبياد ريو» بالبرازيل خلال الأيام الماضية، سوى تدشين رسمي لما يمكن أن يطلق عليه «أسرع وأعقد وأحدث نظام ظهر حتى الآن للتصوير تحت سطح الماء من فوق سطح الماء»، بسهولة ومرونة عالية لم تكن متاحة من قبل.
ونظراً لحداثة هذا النظام واحتوائه على جوانب تقنية متعددة، تتبعت «الإمارات اليوم» ما نشر حوله في موقع شركة «سوني» التي توفر الكاميرات العاملة به، وموقع وكالة «غيتي» للصور التي يعمل بها المصور آدم، الذي عمل على تشغيل وحدة متكاملة من النظام خلال فعاليات «الأولمبياد»، فضلاً عن الاعتماد على موقع بريتي آدم نفسه، وتقرير نشره موقع «سي نت نيوز» عن هذه التقنية الجديدة وتضمن لقاء عبر الهاتف مع بريتي آدم.
حاسوب محمول
وفي ضوء المعلومات التي توافرت لـ«الإمارات اليوم» من تلك المصادر، يمكن القول إننا بصدد نظام يجمع سلسلة تقنيات تتكامل جميع وظائفها لحظياً مع احترافية وخبرة المصور، لتقديم ما لم يُتَح تقديمه من قبل، فمكونات النظام الرئيسة تتضمن أولاً حاسوباً محمولاً بقدرات عالية، لا يقل فيها طراز المعالج عن «كور آي 7» من شركة «إنتل»، بشاشة عالية الوضوح، ومزود بأدوات عدة ضرورية، كوحدة اتصال لاسلكي عبر شبكات «المحمول» (مودم متوافق مع شبكات الجيل الثالث للمحمول) مع خاصية دعم شبكات «واي فاي» والأشعة تحت الحمراء، وتقنية «بلوتوث»، إضافة إلى إصدارات حديثة من برامج معالجة الصور مثل «فوتوشوب»، و«إليستريتور»، وغيرهما.
«روبوت» ذكي
أما المكون الثاني للنظام فيتمثل في وحدة روبوت مصنوع بصفة خاصة لمهام النظام الجديد، إذ يتخذ الروبوت شكلاً بيضاوياً، ويتألف من جزأين: الأول عبارة عن قاعدة، فيما الجزء الثاني متحرك فوق هذه القاعدة، ويوجد في الجزء المتحرك تجويف توضع بداخله الكاميرا المستخدمة في التصوير، وهي من طراز «كانون آي دي إكس مارك 2».
ويتم تثبيت الروبوت وبداخله الكاميرا على أرضية المسبح تحت الماء بواسطة أدوات تثبيت على هيئة كؤوس مقلوبة، مفرغة من الهواء، ويستطيع الجزء العلوي الأقرب للشكل البيضاوي التحرك فوق القاعدة الثابتة لأعلى وأسفل، ولليمين واليسار، وإلى الأمام والخلف، بسرعة فائقة تتناسب مع سرعة الكاميرا في التقاط الصور، ومع سرعة الأوامر الصادرة له من المصور المحترف.
تحكم عن بُعد
أما المكون الثالث فهو نظام للتحكم والتواصل عن بعد بين المصور والحاسوب المحمول فوق سطح الماء، والروبوت والكاميرا بأرضية المسبح تحت سطح الماء، ويتم ذلك عبر إحدى تقنيات التواصل اللاسلكي، أهمها الـ«بلوتوث» والأشعة تحت الحمراء، ومن خلال وحدة تحكم عن بعد أشبه بوحدة التحكم في أجهزة ألعاب الفيديو، يسمح نظام التواصل بنقل صورة حية مما تراه الكاميرا على شاشة «المحمول» الموضوع أمام المصور فوق سطح الماء.
مصوّر محترف
ويعدّ المصوّر المحترف المكون الرابع للنظام الذي يديره ويشغل مختلف هذه التقنيات معاً، ويتحكم بها في منظومة واحدة، حسب خبرته ورؤيته لما يتم تصويره وتوقيت وزاوية التصوير، وعدد الصور، وغيرها، فالمصور ينظر إلى شاشة الحاسوب «المحمول»، ويستخدم وحدة التحكم عن بعد في إدارة الروبوت حول محوره أو التمايل به في أي اتجاه، ثم إصدار الأوامر للكاميرا لالتقاط الصور التي يراها مناسبة، وبعدها استقبال الصور على الحاسوب المحمول الذي يتلقى الصور لحظياً ويخزنها، ويجري عليها عمليات التحرير اللازمة من المعالجة والقص واللصق والإرسال الفوري إلى أدوات النشر والبث عبر الإنترنت أو غيره، وهذا ما جعل بريتي آدم ومصورين محترفين آخرين يصفون هذا النظام بأنه نموذج رائع للمزاوجة بين قدرات التقنية بمختلف صنوفها، وقدرات الإنسان في اختيار الزاوية واللقطة والزمن المناسب لقنص الصورة المناسبة في الوقت المناسب بالطريقة المناسبة، ومن هنا كانت النتيجة مدهشة وغير مسبوقة.
تكامل المكونات
وعند التشغيل الفعلي تتكامل قوة الحواسيب المحمولة، وخبرة المصور على سطح الماء، مع سلاسة وثبات الاتصال اللاسلكي عبر الأشعة تحت الحمراء أو الـ«بلوتوث» التي تخترق الماء، إلى جانب قدرات الروبوت الذكي على العمل من تحت سطح الماء في أرضية المسبح، ومرونته العالية في الدوران حول محوره دورات لانهائية، مع قدرة على التمايل يميناً ويساراً ولأعلى وأسفل وللأمام والخلف بخفة وثبات وبلا أي اهتزاز، وبسرعة فائقة، مع قدرات الكاميرا فائقة السرعة، التي يوفر لها الروبوت نافذة رؤية صافية كافية، تجعلها تلتقط 14 لقطة في الثانية لكل ما يدور حولها ولأي تفاصيل مهما كانت صغيرة، وذلك بدرجة وضوح غير مسبوقة، وبثبات وبلا اهتزاز أو تشويش.