اعربت الصحف ووسائل الإعلام الأمريكية عن إعجابها وانبهارها بموكب المومياوات الملكية الذى نظمته مصر أمس، السبت، لنقل المومياوات مقرها الجديد فى المتحف القومى للحضارة المصرية، حيث وصفت الإذاعة الوطنية الأمريكية NPR الموكب بالعرض المذهل، وقالت إن الموكب كان متقنا، وشهد نقل 22 مومياوات لملوك وملكات مصر إلى المتحف القومى للحضارة المصرية فى مدينة الفسطاط على بعد 3 أميال تقريبا من المتحف المصرى.
وذكرت الإذاعة أن المومياوات نقلت فى عربات معدة خصيصا وسط إجراءات أمنية مشددة، وتم وضعها فى كبسولات نيتروجين لحمايتها، كما أعيد رصف الطرق على طول الطريق لضمان الانتقال السلس.
وأشارت الإذاعة الوطنية الأمريكية إلى أن المسئولين يأملون أن يكون المتحف القومى للحضارة سيكون دعما للسياحة.
من جانبها، قالت وكالة أسوشيتدبرس إن الاحتفال بنقل المومياوات الملكية تم تصميمه لعرض التراث الثرى للبلاد على طول كورنيش النيل من المتحف المصرى المطل على ميدان التحرير إلى المتحف القومى للحضارة فى مدينة الفسطاط، التى كانت أول عاصمة إسلامية فى مصر.
وأشادت الوكالة بالعربات التى نقلت فيها المومياوات، وقالت إنها كانت مزينة بأجنحة وتصميم فرعونى، وصممت لتبدو مثل القوارب القديمة التى كانت تستخدم لنقل الفراعنة المتوفين إلى مقابرهم.
وأكدت أسوشيتدبرس إن العرض كان جزءا من جهود مصر لجذب السائحين الأجانب بالترويج لأثارها القديمة، ونقلت عن وزير الآثار د. خالد العنانى قوله إن الموكب هو حدث عالمى فريد لن يتكرر.
من جانبها، قالت شبكة “سى إن إن” إن المومياوات خرجت من أماكن استراحتها وسارت فى موكب فى شوارع القاهرة للانتقال إلى منزلهم الجديد.
ووصفت الشبكة الموكب بأنه بدا كحبكة سينمائية وجزء من احتفال فخم بتاريخ مصر ومشروع لنقل بعض أعظم كنوزها إلى منشأة جديدة ذات تقية عالية، وكانت مومياوات رمسيس الثانى و21 من ملوك وملكات مصر جزء من موكب المومياوات الملكى، وهو حدث طال انتظاره ونظمته وزارة السياحة والآثار المصرية.
ونقلت الشبكة كلمة الرئيس السيسى عبر تويتر، والتى قال فيها إن هذا المشهد المهيب لدليل جديد على عظمة هذا الشعب الحارس على هذه الحضارة الفريدة الممتدة في أعماق التاريخ.
ونقلت سى إن إن عن د. مصطفى إسماعيل، رئيس قسم الحفظ فى معمل حفظ المومياوات فى المتحف القومى للحضارة المصرية، والذى قاد فريقا مكونا من 48 شخص لتجهيز المومياوات، قوله إن عملية الحفظ تشمل وضع كل مومياء فى كبسولة نيتروجين خالية من الأكسجين، والتي يمكن أن تحافظ عليها دون ضرر من آثار الرطوبة، لاسيما وأننا نتحدث عن بكتريا وفطريات وحشرات، والكبسولة محاطة بمادة ناعمة توزع الضغط وتخفض الاهتزاز خلال عملية النقل، وصحب كل مومياء أى متعلقات تخصها بما فى ذلك التوابيت.
أما صحيفة واشنطن بوست فقالت إن المتحف القومى للحضارة المصرية الذى نقلت إليه المومياوات يمثل مستقبل مصر بقدر ما يمثل ماضيها.
وأشارت الصحيفة إلى أن مومياوات 18 ملكا وأربع ملكات غادروا المتحف المصرى، الذى مكثوا فيه لعقود، وكانت كل مومياء فى مركبة خاصة مزينة بالونين الذهبى والأزرق وتشبه القارب، وكانت كل عربة تحمل اسم الملك الذى ترقد بداخلها المومياء الخاص به.
وأشارت الصحيفة إلى أن السلطات فى مصر تأمل أن يكون هذا الحدث الذى تم الترويج له على مدار أشهر، جاذبا للسائحين حيث تعد السياحة مصدرا للعملة الأجنبية، وتغيير مسار الاقتصاد.
وتابعت الصحيفة قائلة إن الحدث المصمم بحرفية كان أيضا وسيلة لتسليط الضوء على مكانة مصر فى التاريخ، وقالت إن من بين المومياوات التي تم نقلها اثنين لأشهر ملوك مصر القديمة، وهما رمسيس الثانى أعظم فراعنة الدولة الحديثة والملكة حتشبسوت التي حكمت فى وقت الذى كانت فيه حكم النساء بمصر نادرا للغاية، ويعتبر معبدا رمسيس الثانى وحتشبسوت فى أبى سمبل والاقصر من بين أكثر المعابد زيارة.
ورات الصحيفة أن الحفل سعى إلى إعادة خلق الوجود القديم للعائلة المالكة، حيث كان في الموكب عربات تجرها الخيول ومئات من فناني الأداء يرتدون الملابس التقليدية التي كان يرتديها المصريون القدماء، ولفتت إلى أن المومياوات كانت محمولة في صناديق مليئة بالنيتروجين ومركباتها مزودة بامتصاص صدمات لحماية رفاتها التي تعود إلى آلاف السنين، ولم يتم ترك أي شيء للصدفة حتى طريقها كان ممهدًا حديثًا.